للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٣ - ومحمد بن بكر البرسانى: عند أحمد أيضًا [١/ ٧٠].
٤ - وأبو عاصم النبيل: عند يعقوب الفسوى في "المعرفة" [١/ ٢٢٦]، ومن طريقه البيهقي في سننه [٩٠٢٤]، كلهم رووه عن ابن جريج فقالوا: عن عبد الله بن بابيه عن بعض بنى يعلى عن يعلى بن أمية به ... وزادوا فيه "بعض ولد أو بنى يعلى". قال ابن كثير في "مسند الفاروق" [١/ ٣١٥ - ٣١٦]: "هذا إسناد جيد أيضا، وليس هو في شى من الكتب الستة، وجهالة ابن يعلى بن أمية لا تضر؛ لأنهم كلهم ثقات".
كذا قال، وفيه نظر لا يخفى، وقد أعله ابن عبد الهادى من هذا الوجه في "التنقيح" كما في نصب الراية [٣/ ٣٩]، فقال: "وفى صحة هذا الحديث نظر". يعنى: لجهالة "بعض ولد أو بنى يعلى". لو كان ابن جريج عنعن في الطريق الأول - من رواية يحيى القطان عنه - لقلنا بأنه دلَّس "بعض بنى يعلى" هناك ثم كشف عنه هنا، لكنه صرح بالسماع في الوجهين. ثم ظهر لنا: أننا غفلنا عن كون ابن جريج لم يصفه أحد بتدليس التسوية أصلًا، فلا يصح ما قلناه آنفًا على الاحتمال. نعم: يحيى القطان حافظ جبل، ومثله لا يُوَهَّم بمجرد مطلق المخالفة، بل الظاهر: أن الحديث محفوظ على الوجهين معًا، ويكون ابن بابيه كان قد سمعه من بعض بنى يعلى عن يعلى، ثم قابل يعلى فحدثه به.
• تنبيه: من "الطرائف" قول حسين أسد في تعليقه على هذا الحديث بعد تخريجه: " .... غير أن ما أخرجه البخاري في "الحج" [١٦٠٥]، باب: الرمل في الحج والعمرة عن عمر - رضى الله عنه - قال للركن: "أما واللّه إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع؛ ولولا أنى رأيتُ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - استلمك ما استلمتك ... ". ثم قال أسد: "يدل - يعنى الحديث الماضى من قول عمر - على خلاف ما رُوى هنا".
قلتُ: وهذه غفلة مكشوفة تولَّدت من ظنه المتوهم لقول عمر لما سأله يعلى عن أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد استلم الركن أم لا؟، فأجابه عمر: "لا ... فإن لك في رسول اللّه أسوة حسنة"، ثم صح عن عمر أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستلمه، فظن حسين أسد أن الأول يتعارض مع الأخير؛ إذ كيف يجزم عمر في حديث يعلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما استلم الركن، ثم يعود ويجزم بكونه قد رآه يستلمه؟! فهذا مشكل عنده. ولو أنه تدبَّر الحديثين عن عمر؛ لعلم أنه لا تعارض بينهما أصلًا، ومراد عمر من حديث يعلى: أنه ما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستلم الركنين الغربيين مما يلى الحجر الأسود. وقد وقع ذلك مصرحًا في رواية أحمد والبيهقي وجماعة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>