٣ - ثم عاد ورواه عن عبد اللَّه بن عامر عن أبيه به. وأسقط منه عمر. ٤ - ثم نكث على عقبيه ورواه عن ابن عامر عن أبيه عن عمر به موقوفًا ... ٥ - ثم لجَّ في الاضطراب ورواه عن عبد اللَّه بن عامر عن عمر به موقوفًا. وأسقط عامر بن ربيعة، وقد اضطرب في متنه أيضًا؛ فتارة يزيد منه وتارة ينقص فيه حتى حيَّرَنا، وقد رواه الحفاظ عنه على تلك الوجوه كلها، فمن غامر وحاول الترجيح بينها فكأنه لا يعرف عاصمًا، وقد جزم حافظ الدنيا أبو الحسن الدارقطني في "علله" [٢/ ١٢٧]، بكون هذا الاختلاف كله من اضطراب عاصم في سنده، وقد سبقه ابن عيينة الإمام إلى إيضاح ذلك: فأخرج الحميدي [١٧]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٢٥/ ٢٦٠]، والدارقطني في "العلل" [٢/ ١٣٠]، من طريقين عن سفيان قال -واللفظ للدارقطني-: "رأيتُ عبد الكريم الجزري سنة ثلاث وعشرين جاء إلى عبدة بن أبي لبابة وأنا جالس عنده -وذلك أولى ما رأيتُ عبد الكريم- فقال له: ممن سمعتَ هذا الحديث -يعنى "تابعوا بين الحج والعمرة"- فقال عبدة: حدثنيه عاصم بن عبيد اللَّه، فحج عاصم، فأتيناه فسألناه، فحدثنا به، وزاد فيه "ويزيدان في العمر"، قال سفيان: وكان -يعنى عاصمًا ربما قال هذه الكلمة وربما سكت عنها، يعنى "يزيدان في العمر". قال سفيان: ثم سألوه عنه مرة أخرى، فكأنه اختلط في إسناده قال مرة: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال مرة: عن عمر -رضي اللَّه عنه- ... ". قلتُ: فانجلى الغُبار وحَصْحَصَ الحق. ومن الطرائف: قولُ حسين أسد في تعليقه على "مسند المؤلف": "إلا أن سند أحمد لم يرد فيه "عن أبيه "بين عبد اللَّه بن عامر وعمر، ولا يضر هذا لأن عبد اللَّه -يعنى ابن عامر- روى عن عمر، وروى عن أبيه، فيكون قد سمعه من الاثنين". قلتُ: هذا الذى يزعمه هنا يلزمه مقدمات مفقودة في هذا الحديث جملة وتفصيلًا، وأحسن الظن: أنه لا يعرف عاصمًا العمري ولا وقف على كلام النقاد فيه، وتلك مصيبة، والطرق الماضية: ذكرها الدارقطني في "علله" [٢/ ١٢٧]، ومثله ابن عساكر في "تاريخه" [٢٥/ ٢٥٦،=