ولا يثبت من تلك الشواهد كلها: سوى حديث ابن عباس وحده، ولفظه: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد". أخرجه النسائي [رقم/ ٢٦٣٠]، وجماعة من طريق أبي عتاب سهل بن حماد حدثنا عزرة بن ثابت عن عمرو بن دينار، قال حدثني ابن عباس به. وهذا إسناد قوى، رجاله رجال "الصحيح". • تنبيه مهم: وقع في متن هذا الحديث" ... تنفي الفقر والديون". هكذا وقعت "والديون"، وهذه كلمة لم أجدها في شيء من متن طرق هذا الحديث بعد الاستقراء التام، ثم بحثتُ عنها في سائر أحاديث الباب فلم أعثر عليها أيضًا حتى ظهر لى أنها مصحفة من "الذنوب" وهي قريبة في الرسم من "الديون" فيبدو أن نقطة الذال وكذا نقطة النون قد طُمِستا من نسخة الأصل التى حققها "حسين أسد" فقرأها - هو أو غيره -: "الديون"، ولم ينتبه إلى كونها مصحَّفة من "الذنوب" بدلالة عدم وجودها في شيء من المصادر أصلًا. ولا يقال: لعلها من تخليط عاصم الذي أشرتم إليه من قبل؛ فهذا بعيد لأجل ما ذكرناه. ثم وقفتُ: على ما يقطع قول كل خطيب؛ فوجدتُ الحافظ ابن عساكر: قد أخرج هذا الحديث في "تاريخه" [٢٥/ ٢٨٥]، عن المؤلف بنفس إسناده الماضي، وقال فيه " .... والذنوب" فثبت ما قلناه بلا ريب. وهكذا عزاه المناوى في "فيض القدير" [٣/ ٢٢٦]، إلى المؤلف بهذا اللفظ. ثم رجعتُ إلى "مسند المؤلف/ الطبعة العلمية" [١/ رقم ١٩٣]، فوجدتُ اللفظ على الصواب، ورأيتُ المعلِّق قد قال بالهامش: "في مطبوعة سليم أسد: "وتنفى الفقر والديون" فاللَّه المستعان. ١٩٩ - صحيح لغيره: أخرجه ابن ماجه [٢٠٠٥]، وأحمد [١/ ٢٥]، والشافعي [٩٠٣]، ومن طريقه البيهقي [١٥١٠٧]، وابن أبي شيبة [١٧٦٨٥]، والطحاوي في "شرح المعاني" [٣/ ١٠٤]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٨/ ١٩٣]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة - وهذا في "حديثه" [رقم ٢٣]- عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن عمر به. وهذا إسناد ضعيف.=