للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٣٩ - حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عثمان بن عمر، أخبرنا يونس، عن الزهرى، عن يزيد بن هرمز، أن نجدة الحرورى حين خرج في فتنة ابن الزبير، أرسل إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذى القربى لمن يراه؟ قال: هو لقربى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم،


= ونحن قد نقبل من بعض المتقدمين إعلاله للحديث وإن لم يبد حجته على ذلك، فإن هؤلاء النقاد المتقدمين من كثرة ممارستهم للعلل، ومخالطتهم للنقلة؛ صارت لهم ملكة قوية؛ وذوق عجيب؛ في نقد المتون والأسانيد؛ ولذلك فإنك تراهم لا يغترون بظواهر الأسانيد.
بل كان لهم في غربلة الأخبار جلد إلى الغاية، بل كان بعضهم يمكث الأزمان لأجل معرفة ما اعترى الحديث الواحد من وهم أو خطأ، وفي هذا يقول الخطيب في "الجامع" [٢/ ٢٥٧]: "من الحديث ما تخفى علته، فلا يوقف عليها إلا بعد النظر الشديد، ومُضِيِّ الزمن البعيد" ثم أسند عن ابن المدينى - بإسناد ضعيف - أنه قال: "ربما أدركت علة حديث بعد أربعين سنة".
فلم يكن كلامهم في هذا الفن بالمجازفة ولا التخرُّص، بل ترى ابن رجب يقول في "شرح علل الترمذي" [٢/ ٦٦٤/ عتر]: "ولابد في هذا العلم من طول ممارسة، وكثرة مذاكرة؛ فإذا عدم المذاكرة به؛ فليكثر طالبه المطالعة في كلام الأئمة العارفين؛ كيحيى القطان، ومن تلقى عنه كأحمد وابن المدينى وغيرهما؛ فمن رزق مطالعة ذلك وفهمه؛ وفقهت نفسه فيه، وصارت له فيه قوة نفس، وملكة، صلح له أن يتكلم فيه".
قلتُ: وأين موقع تلك الأنفاس من أغمار أهل العصر؟! وبالجملة: فنحن مع الظاهر حتى يتبين خلاف ذلك؛ وحديث أبي هريرة حديث حسن على غرابة إسناده.
أما قول الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف في جزئه في "تضعيف حديث: ما من عبد إلا وله ذنب ... " [ص ١٧٤]: "إذا وجدت حديثًا في أحد "المعاجم" الثلاثة - يعنى الطبراني - رجاله كلهم ثقات أو صدوقون، فلا تتسرع بالحكم عليه بالصحة أو الثبوت؛ إذ لابد أن تجد فيه خللًا ما، من إعلال، أو شذوذ، أو عدم اشتهار بعضهم بالرواية عن بعض ... ".
فهذا على إطلاقه غلو بالغ، بل ودعوى لا يستطيع أحد إقامة البرهان العملى على صحتها إلا بشق الأنفس، وقد نقضناها من وجوه كثيرة في كتابنا "برهان الناقد"، واللَّه المستعان.
٢٧٣٩ - صحيح: أخرجه أبو داود [٢٩٨٢]، والنسائي [٤١٣٣]، وأحمد [١/ ٣٢٠]، - الطبراني في "الكبير" [١٠/ ١٠٨٢٨]، والبيهقي في "سننه" [١٢٧٤٣]، وابن شبة في "تاريخ المدينة" [٢/ ٦٤٩]، وغيرهم من طريق يونس بن يزيد الأيلى عن الزهرى عن يزيد بن هرمز به ... نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>