* والصواب عندى: أن الوجهين محفوظان معًا، ولا سيما وقد توبع مالك على هذا الوجه الثاني. تابعه: معمر عند أحمد [١/ ٤٧]، وجماعة. وكذا تابعه: عمرو بن دنيار: عند النسائي في "الكبرى" [٦٣٠٨]، وعند المؤلف كما سيأتي. وكذا تابعه: يونس الأيلي وغيره. وما المانع: من أن يكون عمر قد سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم بواسطة عنه؟! والخطب سهل إن شاء الله. وقد رواه عن الزهري - على الوجهين - جماعة من أصحابه. ثم جاء تليد بن سليمان - ذلك الرافضي المحترق! - فرواه عن عبد الملك بن عمير عن الزهري فقال: عن مالك بن أوس عن أبي بكر به مرفوعًا ... وأسقط منه عمر بن الخطاب هكذا ذكره الدارقطني في "علله" [١/ ١٧٠]، ثم ضعَّف تليدًا وقال: "لم يكن بالقوى في الحديث". قلتُ: بل صح عنه - بنقل الثقات - أنه كان يشتم عثمان بن عفان ويسبه، وقد صح عن ابن معين - كما أخرجه الخطيب في "تاريخه" [٧/ ١٣٧،]، بسندٍ صحيح - أنه قال: "تليد كذاب كان يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دجَّال، لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". قلتُ: ولنا بحث في إسقاط عدالة كل من سب أحدًا من الصحابة، ولو ثبت عنه أنه أحفظ أهل الأرض أو أضبط أهل الدنيا. واللَّه المستعان. وقد توبع الزهري على هذا الحديث: تابعه عكرمة بن خالد، ومحمد بن عمرو بن عطاء وغيرهما.