ومفاد هذا: أن الحسن في هذا الطريق يرويه مرسلًا، وهكذا رواه حسن بن صالح عن حماد قال: (عن حميد عن أنس والحسن به ... ) ولفظه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج متوكئًا على أسامة بن زيد وعليه ثوب قطن قد خالف بين طرفيه؛ فصلى بهم) أخرجه أحمد [٣/ ٢٣٩]. ورواه عفان بن مسلم عن حماد فقال: (عن حميد عن الحسن وعن أنس - فيما يحسب حميد - أن رسول الله ... إلخ). أخرجه أحمد [٣/ ٢٥٧]، وأخرجه في [٣/ ٢٨١]، من طريق عفان مثله لكنه قال: "فيما يحسب حماد" فجعل الحسبان فيه من حماد دون حميد. ولعل الاختلاف في صاحب هذا الحسبان هو من عفان نفسه، وقد كان عفان - على جلالته - يهم في الشئ بعد الشئ، وقد تغير يسيرًا بأخرة، وإلا فيبعد عندى أن يكون ذلك الحسبان قد وقع مرة من حميد، وتارة من حماد، وقد يكون أحدهما قد صحف من الآخر في مطبوعة "المسند"، وعلى كل حال: فرواية عفان تلك تؤيد رواية الحسن للحديث مرسلًا، ورواه عبيد الله بن محمد العيشى مرة أخرى عن حماد فقال: عن حميد - وهو الطويل - عن أنس به ... أخرجه أحمد [٣/ ٢٦٢]. وتابعه داود بن المحبر عن حماد مثله عند الحارث في "مسنده" [رقم ١٣٧/ زوائده]. ولفظه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج متوكئًا على أسامة وعليه ثوب قطرى متوشحًا، فصلى بهم فيه؛ ليس عليه غيره)، ولا مانع عندى أن يكون حماد بن سلمة يرويه على تلك الوجوه كلها، ويكون الحسن قد رواه مرة مرسلًا؛ ثم قابل أنسًا وسمعه منه؛ وقد توبع حماد على الوجه الآخير عن حميد عن أنس به ... تابعه إسماعيل بن جعفر على نحوه باختصار كما يأتى عند المؤلف [برقم ٣٧٣٤، ٣٨٨٤]، لكن اختلف في سنده على حميد الطويل، وسيأتى تحرير ذلك هناك إن شاء الله. ٢٧٨٦ - صحيح: أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" [٢/ رقم ٤٣٩]، وابن أبى عاصم في "السنة" [٢/ رقم ٨٢٨]، وتمام في "فوائده" [٢/ رقم ١٧٩٤]، وغيرهم من طرق عن حماد بن مسعدة عن عمران بن داور العمى عن الحسن البصرى عن أنس به. =