للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمر، قال: إياكم ولباس الحرير، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لباس الحرير إلا هكذا، ورفع أصابعه السبابة والوسطي.

٢١٥ - حدّثنا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن علي بن زيدٍ، عن أبي رافعٍ، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالحجون، وهو كئيبٌ حزينٌ، فقال: "اللَّهمَّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً لا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي". فنادى شجرةً من قبل عقبة أهل المدينة، فناداها فجاءت تشق الأرض حتى انتهت إليه، فسلمت عليه، ثم أمرها فذهبت، قال: فقال: "مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي".


٢١٥ - منكر: أخرجه ابن المديني في "مسند عمر" كما في "مسند الفاروق/ لابن كثير" [٢/ ٦٧١]، والبزار [رقم/ ٣١٠]، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" [رقم ٢٨٠]، والبيهقي في "دلائل النبوة" [٦/ ١٣/ الطبعة العلمية]، والفاكهي في "أخبار مكة" [٤/ ٢٩]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤/ ٣٦٤]، وغيرهم، من طرف عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي رافع عن عمر بن الخطاب به نحو ... قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد". وقال ابن المديني: "هذا إسناد بصرى ولا نعرفه إلا من حديث حماد".
وقال الهيثمي في "المجمع" [٨/ ٥٦٧]: "رواه البزار وأبو يعلى وإسناد أبي يعلى حسن".
قلتُ: الهيثمي يتناقض كثيرًا في عدد من النقلة في كتابه هذا؛ فمرة تراه يضعِّف على بن زيدٍ بن جدعان، ثم تراه في مواضع يحسِّن له، وهكذا يفعل مع ابن لهيعة والليث بن أبي سليم وغيرهم. وهلا قال كما قال صاحبه البوصيري في "إتحاف الخيرة" [٧/ ١٠٧]: "مَدَارُ إِسْنَادِ هَذَا الحديث عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَهُوَ ضَعيفٌ". وابن جدعان: منكر الحديث على التحقيق وَقد انفرد به عن أبى رافع الصائغ كما ترى، بل رأيته قد اضطرب فيه أيضًا؛ فعاد ورواه عنه حماد بن سلمة فقال: عن علي بن زيد عن أبي زيد به نحوه ... مرسلًا. هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات" [١/ ١٧٠/ طبعة دار صادر]، قال: أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا على بن زيد عن أبي زيد به.
قلتُ: ومنْ أبو زيدٍ هذا؟، ثم أين ذهب عمر بن الخطاب من الإسناد؟، وابن جدعان مشهور بمثل تلك الأوابد، وهو إمام فقيه تابعى حافظ. ولكن أين الضبط والتجويد؟، وفي الإسناد علة أخرى ذكرها البوصيري فقال: "وأبَو رَافِعٍ إِنْ كَانَ الصَّحَابِيُّ فَعَلِيُّ بْنُ زَيْد لَمِ يُدْرِكْهُ، وَإِنْ كَانَ الصَّائِغُ، فَلَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ بْنَ الخطَّابِ".=

<<  <  ج: ص:  >  >>