وقال الهيثمي في "المجمع" [٨/ ٥٦٧]: "رواه البزار وأبو يعلى وإسناد أبي يعلى حسن". قلتُ: الهيثمي يتناقض كثيرًا في عدد من النقلة في كتابه هذا؛ فمرة تراه يضعِّف على بن زيدٍ بن جدعان، ثم تراه في مواضع يحسِّن له، وهكذا يفعل مع ابن لهيعة والليث بن أبي سليم وغيرهم. وهلا قال كما قال صاحبه البوصيري في "إتحاف الخيرة" [٧/ ١٠٧]: "مَدَارُ إِسْنَادِ هَذَا الحديث عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَهُوَ ضَعيفٌ". وابن جدعان: منكر الحديث على التحقيق وَقد انفرد به عن أبى رافع الصائغ كما ترى، بل رأيته قد اضطرب فيه أيضًا؛ فعاد ورواه عنه حماد بن سلمة فقال: عن علي بن زيد عن أبي زيد به نحوه ... مرسلًا. هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات" [١/ ١٧٠/ طبعة دار صادر]، قال: أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا على بن زيد عن أبي زيد به. قلتُ: ومنْ أبو زيدٍ هذا؟، ثم أين ذهب عمر بن الخطاب من الإسناد؟، وابن جدعان مشهور بمثل تلك الأوابد، وهو إمام فقيه تابعى حافظ. ولكن أين الضبط والتجويد؟، وفي الإسناد علة أخرى ذكرها البوصيري فقال: "وأبَو رَافِعٍ إِنْ كَانَ الصَّحَابِيُّ فَعَلِيُّ بْنُ زَيْد لَمِ يُدْرِكْهُ، وَإِنْ كَانَ الصَّائِغُ، فَلَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ بْنَ الخطَّابِ".=