قلتُ: وهذا من أغلاط ابن عائشة - وإن كان ثقة - على حماد، والمحفوظ عن حماد: هو الوجه الأول، وبذلك جزم الفاكهي، فقد ساق الحديث بعد ذلك من طريقين عن حماد على الوجه الأول، ثم قال: "وهذا هو الصحيح". وللحديث شاهد من مراسيل الحسن البصري: أخرجه البيهقي في الدلائل [٦/ ١٤]، بإسناد ضعيف إليه، وأجارك الله من مراسيل أبي سعيد. ٢١٦ - صحيح: أخرجه أبو داود [رقم/ ٢٠٢٦]، وأحمد [٣/ ٤٣١]، وابن سعد في "الطبقات" [٥/ ٤٦١]، وابن المديني في "مسند عمر" كما في "مسند الفاروق/ لابن كثير" [١/ ٣١٠]، والطحاوي في شرح المعاني [١/ ٣٩١]، والبيهقي في "سننه" [رقم / ٣٦٠٦]، وابن عساكر في "تاريخه" [٣٤/ ٤٣٦]، والمزى في "التهذيب" [١٧/ ١٨٨]، وجماعة من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان عن عمر به نحوه مطولًا ومختصرًا ... قال ابن المديني: "هذا حديث صالح الإسناد، ولم يرو عن عمر إلا من هذا الوجه". قلتُ: بل هذا إسناد أعوج، وابن أبي زياد: هو القرشى الكوفي الذي ضعفه جمهور النقاد لسوء حفظه، واختلال ذهنه، مع كونه صدوقًا في الأصل. قال ابن سعد: "كان ثقة في نفسه؛ إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب".=