للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٦٦ - حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا همامٌ، أخبرنا قتادة، عن أنسٍ أن جاريةً وُجِدَ رأسها قد رُضَّ بين حجرين، فقيل لها: من فعل هذا بك؟ فلانٌ؟ فلانٌ؟ حتى ذُكر يهودىٌ، فأومأت برأسها، فأخِذَ اليهودى، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُرَضَّ رأسه بالحجارة.


= قلتُ: هذه مخالفة ساقطة هابطة، ومحمد بن القاسم الذي يجعله البزار (صاحب سنة) قد كذبه أحمد والدارقطنى وغيرهما، وأسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه، وهو من رجال الترمذى، وقول البزار: "تفرد به أنس" إن كان يقصد به معنى الحديث، فليس بجيد أصلًا؛ لأن المعنى محفوظ من حديث أبى هريرة كما يأتى، ولهذا تعقبه الهيثمى في "كشف الأستار" بكون أنس لم ينفرد به ...
وقد وجدت له طريقًا ثالثًا عن أنس به ... نحوه ... أخرجه يعلى بن عباد في نسخته [رقم ١٢/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، ومن طريقه الحارث في "مسنده" [رقم ١٠٦٥/ زوائده]، من طريق يعلى بن عباد عن الحكم عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد لا شئ، ويعلى هذا وإن وثقه ابن حبان وقال: "يخطئ" فقد قال الدارقطنى: "بغدادى ضعيف" راجع "اللسان" [٦/ ٣١٣]، و"تاريخ بغداد" [١٤/ ٣٥٤].
وعبد الحكم هذا لا أعرفه إلا أن يكون هو عبد الحكم القسملى البصرى المشهور، وهو شيخ منكر الحديث كما قاله أبو حاتم والبخارى والساجى وغيرهم، وقال أبو نعيم الأصبهانى: "روى عن أنس نسخة منكرة، لا شئ" راجع ترجمته من "التهذيب".
لكن للحديث شاهد عن أبى هريرة مرفوعًا به نحوه .. دون قوله: (لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل) يرويه مالك عن ابن شهاب عن أبى عبيد مولى ابن أزهر عن أبى هريرة به ...
أخرجه مالك [٤٩٧]، ومن طريقه البخارى [٥٩٨١]، ومسلم [٢٧٣٥]، وأبو داود [١٤٨٤]، والترمذى [٣٣٨٧]، وابن ماجه [٣٨٥٣]، وجماعة كثيرة، وله طريق آخر عن أبى هريرة مرفوعًا بلفظ: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟! قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يستجيب لى؛ فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء).
أخرجه مسلم [٢٧٣٥]، وجماعة، وسنده قوى، ولعل ما في أول هذا اللفظ ما يشهد لما عند المؤلف: (لا يزال العبد بخير ... ).
٢٨٦٦ - صحيح: أخرجه البخارى [٢٢٨٢، ٢٥٩٥، ٦٤٨٣، ٦٤٩٠]، ومسلم [١٦٧٢]، =

<<  <  ج: ص:  >  >>