قلتُ: وهذا إسناد يحتاج إلى سِناد، وفيه علل شتى: ١ - يزيد بن أبى زياد: ضعيف جملة واحدة، وله مناكير معروفة ينفرد هو بها، ثم اختلط أخيرًا، فسقط حديثه كله، وقد رماه الدارقطنى والحاكم وغيرهما بالتدليس أيضًا. ٢ - وعاصم بن عبيد الله: هو ابن عاصم بن عمر العمرى، منكر الحديث كما قاله جماعة من حذاق الأئمة، وينفرد كثيرًا بأحاديث لا خُطم لها ولا أزمَّة حتى تركه بعضهم. وبه: أعله الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٥٣٥]. ٣ - وعبيد الله بن عاصم والد عاصم: تابعى مجهول الحال، لا يعلم له راو عنه سوى ولده عاصم وحده، فماذا ينفعه ذكْرُ ابن حبان له في ثقاته؟! والعجلى على تساهله قد ذكره في "تاريخه" [٢/ ١١٠]، ثم قالَ: "وليس يُروى عنه". وفى ثقات العجلى جماعة لم ينص على توثيقهم بل تراه ينص على تضعيفهم بقلمه، فلا ينبغى أن يُنْسب إليه توثيق راو بمجرد أن أورده في كتابه هذا؛ ثم إن عبيد الله لم يدرك جده عمر أصلًا فالإسناد منقطع أيضًا. وقد اختلف في سنده على عاصم، فرواه عنه جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل على الوجه الماضى. وخالفهم: يزيد مولى نوفل بن الحارث؛ فرواه عن عاصم بن عبيدٍ الله عن عاصم عن عمر بن عمر بن الخطاب به نحوه باختصار. هكذا أخرجه أبو القاسم التيمى في دلائل النبوة" [ص/ ١٧٥]، من طريق محمد بن إسحاق عن يزيد به. =