قال ابن كثير في "تفسيره": "وهذا إسناد على شرط مسلم"، وقال الإمام الألبانى في "الإرواء" [٣/ ١٠٦]: "وهذا سند صحيح على شرط الشيخين". قلتُ: وهذه مجازفة منهما غير محمودة، وليس في "الصحيحين" ولا في أحدهما حديث بتلك الترجمة قط، فكيف ولم يثبت سماع ابن أبى ليلى من عمر كما سيأتي؟، وهكذا رواه جماعة عن زبيد على هذا الوجه: منهم: شعبة وطلحة بن مصرف وعلى بن صالح والجراح بن مليح وغيرهم كثير. ثم جاء سفيان الثورى وروى عن زبيد هذا الحديث واختلف عليه فيه؛ فرواه عنه جمهور أصحابه على الوجه الماضى. وخالفهم: معاذ العنبرى، فرواه عن الثورى فقال: عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن عمر به ... فزاد فيه واسطة بين ابن أبى ليلى وعمر، هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٨/ رقم ٨٥٢٨]، وأبو نعيم في "الحلية" [٥/ ٣٨]. وتابعه عبد الرحمن بن مهدى: عند أبى نعيم في "الحلية" [٥/ ٣٧]. واختلف فيه على ابن مهدى؛ فرواه عنه بعضهم عن سفيان على الوجه الأول؛ ثم أتى يحيى القطان الإمام الحافظ، ورواه عن سفيان فقال: عن زبيد اليامى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن الثقة عن عمر به ... هكذا أخرجه الطحاوى في "شرح المعانى" [١/ ٤٢٢]، والبيهقى [رقم/ ٦٠٣٠]، من طريق القطان به؛ ثم يأتى دور مخلد بن يزيد القرشى، فتراه يخالف الكل، ويقول: حدّثنا سفيان عن عبد الله بن عيسى عن زبيد عن ابن أبى ليلى عن عمر به ... ، ويزيد فيه واسطة بين سفيان وزبيد، هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه" [١١/ ٢١٥]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٤٣/ ٥٤١]، لكن الطريق إليه مخدوش، ورواه ياسين الزيات عن الثورى: مثل رواية جمهور أصحابه عنه على الوجه الأول به. لكن اختلف عليه أيضًا: كما تراه عند البزار [٣٣٠]، وغيره، ولم يختلف أحد ممن رواه عن الثورى على أن ابن أبى ليلى لم يصرح بالسماع من عمر في إسناده ... اللَّهم أن يزيد بن هارون قد أبى ذلك، ورواه عن الثورى فقال: عن زبيد عن ابن أبى ليلى أنه قال: "سمعتُ عمر يقول". ثم ذكره. هكذا أخرجه أبو خيثمة في "مسنده" كما =