للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= في "تهذيب الحافظ" [٦/ ٢٦١]، وأشار إليه أحمد في "مسنده" [١/ ٣٧]. لكن: أنكره النقاد على يزيد حتى قال ابن معين: "سمعتُ عمر، ليس بشئ". غير أن يزيدًا لم ينفرد بذكر السماع فيه عن سفيان بهذا بل تابعه عليه: أبو نعيم الملائى عند ابن أبى خيثمة في "تاريخه" كما في التعديل والتجريح [٢/ ٨٨٢]، للباجى. لكن: رواه جماعة عن أبى نعيم فلم يذكروا فيه "سمعت عمر". نعم: رواه طلحة بن مصرف عن زبيد اليامى فقال: عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: "خطبنا عمر ... ". وهذا ظاهر في السماع أيضًا. لكن جزم حافظ المغرب أبو عمر بن عبد البر في "التمهيد" [١٦/ ٢٩٦]، بكون طلحة قد وهم فيه هو الآخر، والذى جعل الحفاظ ينكرون ذلك: أنهم لا يثبتون سماع ابن أبى ليلى من عمر أصلًا، بل ينكرونه رأسًا، حتى ذهب وجزم بعضهم بأن ابن أبى ليلى ما رأى عمر بإنسان عينيه؛ وقابلهم جمهور المتأخرين فأثبتوا السماع وجادلوا عليه؛ وقد محَّضنا الحق في تلك المسألة في "غرس الأشجار".
* والتحقيق عندى: أن أبى ليلى لا ينكر له رؤية عمر، وإنما الشأن في سماعه منه، والصواب: أنه لم يسمع منه، كما جزم بذلك صيارفة الصَّنعة المتقدمين، ولا أعلم من خالف في ذلك إلا شذرًا، ولعل من أثبت ذلك: قد اغتر بظاهر بعض الروايات التى وقع فيها التصريح بالسماع مما جزم الحفاظ بكونه وهمًا كما وقع هنا. وقد كان الإمام أحمد كثير الإنكار على مثل تلك السماعات بين النقلة في غضون الأسانيد، كما نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل"، فقال: "وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد، ويقول: هذا خطأ، يعنى ذكر السماع". وعليه: فالحديث منقطع الإسناد على التحقيق. لكن جاء يزيد بن زياد بن أبى الجعد - وهو ثقة صدوق - ورواه عن زبيد فجوَّده ونهض بإسناده، وخالف كل مَنْ رواه عن زبيد على تلك الوجوه الماضية. فقال: عن زبيد اليامى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة عن عمر به ...
هكذا أخرجه ابن ماجه [١٠٦٤]، والنسائى في "الكبرى" [٤٩٠]، وابن خزيمة [١٤٢٥]، والبيهقى [٥٥٠٩]، وجماعة من طريق يزيد به. وهذا الوجه عندى: جيد حسن رائق. ويزيد: ثقة معروف لم يتكلموا فيه بشئ أصلًا. ويظهر لى أن ابن أبى ليلى قد سمعه من كعب بن عجرة عن عمر، ثم صار بعد ذلك يرسله ولا يذكر كعبًا فيه؛ ثم وجدتُ ابن عبد البر قد نقل في =

<<  <  ج: ص:  >  >>