وتصحفت هذه الكلمة: (ثمة) إلى لون آخر عند أبي نعيم، فعنده: (فقالت: الطريق الطريق [كذا مرتين]، يمنة) هكذا: (يمنة) و"حلية أبي نعيم" مليئة بالتصحيف في كثير من طبعاتها، وما وقفتُ لها على طبعة نظيفة حتى الآن. قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال البوصيري في "إتحاف الخيرة" [٧/ ١٣٢]: "رواه أبو يعلى عن يحيى بن عبد الحميد الحماني؛ وقد ضعفه الجمهور" وقال الهيثمي في "المجمع" [١/ ٢٨٥]: "رواه الطبراني في "الأوسط"، وأبو يعلى، وفيه يحيى الحماني، ضعفه أحمد ورماه بالكذب" كلام أحمد في الحماني مشهور معروف! وكذا تكلم فيه جمهور النقاد حتى كذبه بعضهم، والتحقيق في يحيى الحماني أنه صدوق كثير المناكير والغرائب والأفراد؛ وليس هو ممن يحتج بحديثه إلا عند المتابعة؛ أما ما ذكروه عنه من الكذب وسرقة الحديث، فهو بعيد عن ذلك إن شاء الله؛ وقد كان يحيى حافظًا كبير القدر أول من صنف المسند بالكوفة؛ إلا أنه أفسد نفسه ولم يَصُنْها، والكلام فيه طويل الذيل، وقد استوفيناه في كتابنا "المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل". وقال الطبراني عقب روايته: "لم يروه عن ثابت إلا جعفر" فتعقبه الإمام في "الضعيفة" [١٣/ ٢٢٧]، قائلًا: "قلتُ: هو - يعنى جعفرًا - ثقة من رجال مسلم، وفى ترجمته أورد الحديث: ابن عدي، وساق له أحاديث كثيرة، الكثير منها صحيح، وبعضها في "صحيح مسلم" وختم ترجمته بقوله: "وله حديث صالح، ورواياته كثيرة، وهو حسن الحديث، وهو معروف بالتشيع" ثم قال الإمام: "فكان الأولى أن يذكر - يعنى ابن عدي - الحديث في ترجمة الحماني، فإنه متكلم فيه، حتى اتهمه بعضهم بالكذب وسرقة الحديث، ... ". قلتُ: ابن عدي معذور في هذا، بل وعذره مقبول على الرأس والعينين أيضًا، فإنه قال في ختام ترجمة جعفر بن سليمان [٢/ ١٤٩]، عقيب كلامه الماضي آنفًا: " .... وأحاديثه ليست=