وعلى كل حال: فإعلاله بيحيى الحماني هو الأولى طالما لمَّا يأت ما أشرنا إليه قبلُ؛ فلو ثبت أن الحماني قد توبع عليه، انتقل الإعلال إلى جعفر مباشرة، ولا يرد على ذلك كون جعفر ثقة من رجال مسلم .... إلخ؛ لما مضى من كلام بعض النقاد في روايته عن ثابت البناني؛ وقد جزم الطبراني بكونه قد تفرد به عن ثابت، وقال الهيثمي أيضًا في "المجمع" [١/ ٢٨٥]: " .... ورواه البزار وضعفه براوٍ آخر". قلتُ: قد أخرجه البزار [٤/ رقم ٣٥٧٩/ كشف]، من طريق صاحبه أبي زيد الآملي عن يحيى الحماني بإسناده به .... ثم قال: "سهيل بن أبي حزم لا يتابع حديثه" كذا قال، والظاهر أن ثمَّ سقطًا قد فات الهيثمي نفسه أثناء عمله في (كشف الأستار) وإلا فلم يسبق ذكر لـ: (سهيل بن أبي حزم) حتى يُعلَّ البزار به تلك الرواية. لكن للحديث شاهد من رواية أبي موسى الأشعرى؛ وآخر من رواية أبي الطفيل أو أبي حرب بن أبي الأسود، فلننظر فيهما، فنقول: ١ - أما طريق أبي الطفيل أو أبي حرب: فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٦/ رقم ٥٩٧٨]، من طريق محمد بن عليّ بن الأحمر عن طالوت بن عباد عن ديلم بن غزوان عن وهب بن أبي دبى عن أبي حرب أو أبي الطفيل قال: .... وذكره نحوه بسياق أتم. قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أبي الطفيل إلا بهذا الإسناد، تفرد به ديلم بن غزوان". قلتُ: وهو صدوق صالح، ومن دونه مثله، سوى وهب بن عبد الله بن أبي دبي فهو شيخ ثقة؛ فالإسناد ظاهره الجودة لو لا ذلك التردد في صاحب الحديث، هل هو (أبو حرب بن أبي الأسود=