٣ - وأما حديث أبي موسى الأشعري: فله عنه طريقان: الأول: عند الطبراني في "الكبير"كما في "المجمع" [١/ ٢٨٥]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [١٠/ ٥٥٩]، وسياقه أطول، لكن سنده واهٍ مغمور، راجع الكلام عنه في الضعيفة [١٣/ ٢٢٨، ٢٢٩]. والثاني: أخرجه النسائي في "سننه الكبرى" [١٠٣٩١]، وفى "عمل اليوم والليلة" [رقم ٥٥٧]، قال: (أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، حدّثنا أسد بن موسى، حدّثنا عافية بن يزيد، عن سليمان الهاشمى، عن أبي بردة، عن أبيه قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشى وامرأة بين يديه، فقلتُ: الطريق للنبى - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: الطريق معترض، إن شاء يمينًا، وإن شاء أخذ شمالًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوها فإنها جبارة! قلتُ: إنها، إنها! قال: إن ذلك في القلب. قال النسائي: (عافية بن يزيد ثقة، وسليمان الهاشمى لا أعرفه). قلتُ: سليمان هذا هو ابن عليّ بن عبد الله بن عباس الهاشمى القرشى المدني كما جزم به المزي في "تخفة الأشراف" [٨/ ٢٥١]، وكذا ذكره في شيوخ عافية في ترجمته من "التهذيب" [١٢/ ٤٥]، وكان سليمانُ رجلًا صدوقًا شريفًا جوادًا كريمًا، ومن دونه ثقات مشاهير، وأبو بردة هو ابن أبي موسى الأشعري؛ فالإسناد صالح. ولو وقف الإمام الألباني - يرحمه الله - على هذا الطريق النظيف - لنقل الحديث من سلسلته "الضعيفة" إلى (سلسلته "الصحيحة" لكن يأبى الله إلا أن يكون له الكمال وحده. ٣٢٧٧ - صحيح: أخرجه ابن حبان [٥٦٥]، مثل سياق المؤلف هنا؛ وهو عند مسلم [٢٩٥٣]، وأحمد [٣/ ٢٢٨، ٢٦٩]، وعبد بن حميد في "المنتخب" [١٢٩٦]، وأبي نعيم في "المعرفة" [رقم ٦٦٦]، وغيرهم نحو سياق المؤلف ولكن باختصار؛ ولفظ مسلم: (عن أنس أن=