للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "مُرُّوا بِنَا إِلَى ابْنِ التَّيِّهَانِ أَبِي الْهَيْثَمِ الأَنْصَارِيِّ"، فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أيدينا فسلم، فاستأذن ثلاث مرات، وأم الهيثم وراء الباب تسمع الكلام وتريد أن يزيدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم، فقالت: يا رسول الله، قد والله سمعت تسليمك، ولكنى أردت أن تزيدنا من سلامك، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خيرًا، وقال: "أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ مَا أَرَاهُ؟ " قالت: هو قريبٌ، ذهب يستعذب لنا من الماء، ادخلوا فإنه يأتى الساعة إن شاء الله، فبسطت لهم بساطًا تحت شجرة، فجاء أبو الهيثم، وفرح بهم، وقرت عينه بهم، وصعد على نخلة فصرم لهم عذقًا، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حَسْبَكَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ"، قال: يا رسول الله، تأكلون من بسره ومن رطبه ومن تذنوبه، ثم أتاهم بماءٍ فشربوا عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَذِى تُسْأَلُونَ عَنْهُ"، وقام أبو الهيثم ليذبح لهم شاةً، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إيَّاكَ وَاللَّبُونِ"، وقامت أم الهيثم تعجن لهم وتخبز، ووضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، وعمر رءوسهم للقائلة، فانتبهوا وقد أدرك طعامهم، فوضع الطعام بين أيديهم وأكلوا وشبعوا وحمدوا الله عز وجل، وردت عليهم أم الهيثم بقية الأعذاق، فأكلوا من رطبه ومن تذنوبه، فسلم عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا لهم.

٢٥١ - حدّثنا هارون بن معروفٍ، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، حدثنى عمرو بن الحارث، أن عمر بن السائب حدثه، أن القاسم بن أبى القاسم السبائى حدثه، عن قاص


٢٥١ - حسن لغيره: أخرجه أحمد [١/ ٢٠]، والبيهقى في "الشعب" [٦/ رقم ٧٧٧٠]، وفى السنن [رقم/ ١٤٣٢٦]، من طريق عمرو بن الحارث عن عمر بن السائب عن القاسم بن أبى القاسم السبئى أو السبائى عن قاص الأجناد عن عمر به مرفوعًا ...
قال ابن كثير في "مسند الفاروق" [١/ ٤١١]: "هذا إسناد حسن ليس فيه مجروح، ولم يخرجوه".
قلت: بل إسناد غائب!
وقاص الأجناد مجهول الحال. وقد اختلف في اسمه وتمييزه كما شرحه الحافظ في "التعجيل" [١/ ٢٤١]. وقال المنذرى في الترغيب [١/ ٨٨]: "وقاص الأجناد لا أعرفه". =

<<  <  ج: ص:  >  >>