للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٥٧ - حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا زهير بن إسحاق، حدّثنا أبو خلف، عن ثابت، عن أنس، يرفع الحديث، قال: "إِنَّ الحمَّى كُورٌ مِنْ كُؤُورِ جَهَنَّمَ، مَنِ ابْتُلِىَ بِشىْءٍ مِنْهَا كانَتْ حظَّهُ مِنَ النَّارِ".


= عن سالم به مرسلًا، وشعيب بن صفوان هذا مختلف فيه، وقد خالفه حماد بن سلمة كما مضى؛ إذ رواه عن ثابت البنانى فقال: عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث به مرسلًا، وهذا أصح عن ثابت؛ وليس لهذا الحديث طريق موصول ظاهره السلامة: سوى طريق رافع بن سلمة عن أبيه عن سالم بن الجعد عن زاهر بن حرام به. . . وهو طريق صالح كما ذكرنا؛ إلا أننا لم نتحقق من سماع سالم من زاهر. وسالم كان يرسل كثيرًا كما قال الحافظ في ترجمته من "التقريب" فأخشى ألا يكون سمعه من زاهر. فقد عدَّ ابن عبد البر في "الاستيعاب" [١/ ١٥١]، وابن الأثير في "أسد الغابة" [١/ ٣٧٥]، زاهر بن حرام من جملة أهل بدر - ونازع الحافظ في هذا "بالإصابة"، - وسالم بن أبى الجعد لا يعرف له سماع من أحد من البدريين قط، نعم: له رواية عن زياد بن لبيد عند ابن ماجه [٤٠٤٨]، وجماعة؛ وزياد هذا بدرى بالاتفاق، لكن جزم البخارى في "تاريخه الصغير" كما في "التهذيب" [٣/ ٣٤٢]، بكون سالم لم يسمع منه. والله المستعان.
٣٤٥٧ - ضعيف بهذا اللفظ: هذا إسناد تالف، وفيه علتان:
الأولى: زهير بن إسحاق هو السلولى الذي يقول عنه ابن معين: "ليس ذاك بشئ" وضعفه الجماعة إلا أن ابن حبان قد تناكد بشأنه؛ فذكره مرة في "الثقات" [٨/ ٢٥٦]، وتارة أخرى في "المجروحين" [١/ ٣١٥]، ومشاه ابن عدى أيضًا، وتضعيف الجماعة أولى بالقبول؛ راجع ترجمته في "اللسان" و"التعجيل".
والثانية: وأبو خلف، لم أتحقق من تمييزه بعد. نعم: جزم حسين الأسد في تعليقه على "المسند الأول" [٦/ ١٧٥] , بكونه هو أبا خلف الأعمى حازم بن عطاء الذي كذبه ابن معين فيما نقله عنه ابن الجوزى في "الضعفاء والمتروكين" [٣/ ٢٣٠]، وقال أبو حاتم: "منكر الحديث ليس بالقوى"، وضعفه سائر النقاد، وهو من رجال "التهذيب".
ولا يظهر لى ما جزم به هذا الأسد؛ فأبو خلف الأعمى هذا لم يذكروا من شيوخه سوى أنس بن مالك وحده، ولم يذكروا في الرواة عنه (زهير بن إسحاق)، وأقرب الرواة أن يكون صاحبنا =

<<  <  ج: ص:  >  >>