للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب، وقالت: لا يحزنك الله يا أبا الفضل، لقد شق علينا الذي بلغك! قال: أجل، لا يحزننى الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببناه، قد أخبرنى الحجاج أن الله فتح خيبر على رسوله، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، فإن كان لك حاجةٌ في زوجك فالحقى به قالت: أظنك واللَّه صادقًا! قال: فإنى صادقٌ، والأمر على ما أخبرتك، قال: ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش، وهم يقولون: لا يصيبك إلا خيرٌ يا أبا الفضل، قال: لم يصبنى إلا خيرٌ بحمد الله، قد أخبرنى الحجاج أن خيبر فتحها الله على رسوله، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، وقد سألنى أن أخفى عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ما كان له ثم يذهب! قال: فرد الله الكآبة التى كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج من المسلمين على كان دخل بيته مكتئبًا حتى أتوا العباس، ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو خزى على المشركين.


=• تنبيه:: ليس عند الطبراني، وعنه أبو نعيم في "المعرفة" قول معمر: "فأخبرنى الجزرى عن مقسم قال. . ." إلى آخر البيت المذكور! ثم إن هذه الفقرة المعترضة ضعيفة الإسناد لا تثبت؛ لأن فيها ضعفًا وانقطاعًا:
١ - أما الضعف: فلكون الجزرى هذا هو عثمان الذي يقال له (المشاهد) لم يرو عنه سوى معمر والنعمان بن راشد وحدهما، ولم يوثقه أحد فيما أعلم، بل نقل ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل" [٦/ ١٧٤]، عن الإمام أحمد أنه سئل عن عثمان الجرزى فقال: "روى أحاديث مناكير، زعموا أنه ذهب كتابه".
٢ - وأما الانقطاع: فإن مقسمًا - وهو ابن بجرة - لم يذكروا له سماعًا من العباس بن عبد المطلب، مع كونه كان يرسل عن جماعة من الصحابة قد تأخرت وفاتهم عن وفاة العباس بعشرات الأعوام. راجع ترجمته من "التهذيب" [١٠/ ٢٨٩].
[تنبيه آخر]: الحديث أيضًا: أخرجه البزار في "مسنده" [٢/ رقم ١٨١٦ كشف الأستار]، مطولًا نحو سياق المؤلف به. . . ثم قال: "لا نعلم رواه هكذا إلا معمر، ولا الحجاج إلا هذا" والحجاج هذا: هو ابن علاط السلمى صحابى معروف؛ والحديث ذكره الهيثمى في "المجمع" [٦/ ٢٢٥]، وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبرانى، ورجاله رجال الصحيح" وعزاه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [رقم ٤٥٩٧]، إلى ابن أبى عمر في "مسنده" أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>