أما صاحبه الهيثمى فله شأن آخر؛ فإنه قال في "المجمع" [١٠/ ٢٧٩]: "رواه أبو يعلى عن شيخه أبى إسماعيل - كذا - الجيزى، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" كذا لم يعرفه، وقوله: (أبى إسماعيل) تصحيف ظاهر، وإنما هو (أبو يوسف) وأما قوله: (وبقية رجاله ثقات) فلا يسلم له، كأن الهيثمى ساير ابن حبان - على عادته - في توثيق مؤمل بن إسماعيل مطلقًا، وليس كما ذهب، والصواب أن: (المؤمل إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه؛ لأنه كان سيئ الحفظ، كثير الغلط) كما قاله محمد بن نصر المروزى الحافظ، نقله عنه صاحب "التهذيب". ٣٤٨٦ - صحيح: أخرجه أحمد [٣/ ١٢٢، ٢٨٧]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" [١/ ٣٩]، والآجرى في "الشريعة" [رقم ١١٢٦]، وابن أبى شيبة [٣١٨١٢، ٣٦٦٢٥]، وابن سعد في "الطبقات" [١/ ٢٣٣ - ٢٣٤]، وابن أبى عمر العدنى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [٦٤٥٩]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وهو عند أبى نعيم باختصار يسير؛ وهو عند الباقين نحو سياق المؤلف، وزادوا جميعًا في آخره من تمام قول أنس: (وما رأيت يومًا قط أظلم ولا أقبح من يوم مات فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) لفظ ابن أبى عمر. قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم. وقد توبع عليه حماد بن سلمة على نحوه بسياق أتم مع اختلاف يسير في سياقه: تابعه سليمان بن المغيرة عند أحمد [٣/ ٢٢٢]، وعبد بن حميد في "المنتخب" [١٢٦٩]، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [رقم ٦٤٥٩]، والبيهقى في "الدلائل" [رقم ٧٥٣]. =