قلتُ: والأمر كما قاله أبو جعفر الحافظ. فللحديث طرق أخرى كثيرة عن أنس به نحوه. . .. يأتى بعضه [برقم ٤٢٦٩]، وكلها ضعيفة منكرة، وله شواهد كثيرة أيضًا عن جماعة من الصحابة أكثرها لا يصح، وبعضها صالح الإسناد كما قال العقيلى، بل صحح بعضها جماعة من المتقدمين والمتأخرين، وخالف آخرون، فضعفوا كل أحاديث هذا الباب، وقد استوفينا الكلام على طرقه وشواهده والمحاكمة بين المصححين والمضعفين له: في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وهو عندنا: قوى بشواهده وطرقه؛ على أن بعض أسانيده نظيفة كما قلنا آنفًا. ٣٤٤٨ - باطل: أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٣/ رقم ٢٨٤٣]، وتمام في "فوائده" [٢/ رقم ١٧٢٠]، وابن عدى في "الكامل" [٥/ ٢٠٢]، من طريق عمرو بن الحصين عن عليّ بن أبى سارة عن ثابت عن أنس به. . . قلتُ: وهذا إسناد باطل، قال الهيثمى في "المجمع" [١/ ٢٩٠]: "رواه أبو يعلى وفيه عليّ بن أبى سارة وهو ضعيف" وقال في موضع آخر من "المجمع" [١٠/ ٤٢٣]: (رواه أبو يعلى والطبرانى في "الأوسط" وفيه عمرو بن الحصين، وهو مجمع على ضعفه" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٥/ ١٨٥]: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عليّ بن أبى سارة والراوى عنه". قلتُ: أما عمرو بن الحصين فهو متروك عندهم، وكان كثير المناكير عن المشاهير، بل قال عنه الخطيب في ترجمة (محمد بن عبد الله بن علاثة) من "تاريخه" [٥/ ٣٩٠]: "كان كذابًا". وقد سرقه منه النضر بن طاهر القيسى! فرواه عن ابن أبى سارة مثله وزاد في آخره: (قط) بعد قوله: (محق الشح شيئًا) أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٥/ ٢٠٢]، من طريق محمد بن الحسين بن شهريار عن النصر به. قلتُ: والنضر هذا قال عنه ابن عدى: "ضعيف جدًّا، يسرق الحديث؛ ويحدث عمن لم يرهم ولا يحتمل سنه أن يراهم" وكذبه ابن أبى عاصم أيضًا. راجع "اللسان" [٦/ ١٦٢]، =