فالمحفوظ في هذا الحديث: هو الوجه الأول عن ثابت عن أنس؛ ولم يثبت سماع حميد هذا الحديث من أنس حتى يروق لبعضهم أن يحمله على الوجهين، ولا يعكر على هذا تصريح حميد بسماعه هذا الحديث من أنس عند الطبراني في "تفسيره"؛ لأن الطبرى قد رواه من طريق يحيى بن أيوب المصرى عن حميد عن أنس به. . . ويحيى بن أيوب هذا على صِدْقِه وعِلْمه إلا أن جماعة قدْ تكلموا في حفظه، فلعل هذا من ذاك، وقَلْبُ العنعنة سماعًا ربَما يَأتى عن ثقة حافظ على سبيل التوهم فما له لا يأتى من ذلك المختلف فيه جرحًا وتعديلًا؟!. • تنبيه: قد روى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن حميد الطويل عن أنس. . . وخالف الجماعة في سياقه، فأخرجه البزار في "مسنده" [٤/ رقم ٣١٣٤ كشف]، فقال: حدّثنا العباس بن جعفر البغدادى، ثنا يزيد بن مهران ثنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مر بقوم مُبتلَين، فقال: أما كان هؤلاء يسألون الله العافية؟!) قال البزار: (لا نعلمه رواه عن حميد إلا ابن عياش). قلتُ: وهو أحد الأعلام، إلا أنه قد ساء حفظه لما شاخ وكبر حتى سوَّاه أبو حاتم بشريك القاضى في سوء الحفظ، وقد خالفه الثقات الأثبات من أصحاب حميد الطويل، كلهم رووه عنه - على الاختلاف بينهم في سنده - مثل سياق المؤلف هنا، وهذا هو المحفوظ بلا تردد. فقول البزار: "لا نعلمه رواه عن حميد إلا ابن عياش" يريد به على هذا السياق المذكور. وباقى رجال الإسناد ثقات كما قاله الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٢٢٠]، فكون الإسناد صحيحًا كما جزم الإمام الألبانى في "الصحيحة" [٥/ ٢٣١]، لا يعنى صحة المتن، كيف وهو معلول كما مضى؟! والله المستعان. ٣٥١٢ - صحيح: أخرجه أحمد [٣/ ١٥٢، ١٥٤، ٢٦٧]، والبزار في "مسنده" [١/ رقم ٧٨٧]، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [رقم ٦٤٠٩]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. =