قلتُ: قد رفعه جماعة من الثقات عن حميد الطويل كما مضى الإشارة إليه، فترجيح الترمذى لرواية فَرْدٍ مخالف للجماعة فيه نظر. وربما كان حمد الحديث من ذاك الطريق على الوجهين أولى من ترجيح أحد الوجهين بمثل ما مضى، ويكون أنس - رضى الله عنه - كان يرفعه غالبًا، وربما قاله ولم يَعْدُ به نفسه، وبهذا يزول الاضطراب الذي قاله أبو عبد الله الجعفى، إلا إذا كان يعنى به شيئًا آخر، وعلى كل حال، فطريق ثابت البنانى عن أنس به مرفوعًا ... سالم من كل علة. • تنبيه: وقع طريق حميد الطويل عن أنس عند الحاكم [٤/ ٥٤٠]، بلفظ: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: لا إله إلا الله) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وهو كما قال، وسنده إلى حميد صحيح ثابت، ومراد الحاكم بقوله: (هذا حديث صحيح ... إلخ) يعنى تلك الترجمة: (حميد الطويل عن أنس به ... ) وإلا فسنده إلى حميد ليس على شرط أحدهما، وهذا اللفظ أيضًا: وقع في رواية معمر عن ثابت عن أنس عند ابن حبان [٦٨٤٨]، وابن حزم في "الإحكام" [٤/ ٥٧٩]، ولفظه: (لا تقوم الساعة على أحد يقول: لا إله إلا الله). وقد مضى أن المشهور في الحديث هو لفظ: (حتى لا يقال في الأرض: الله الله) دون كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله) بل وقعت كلمة التوحيد أيضًا في رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عند أحمد [٣/ ٢٦٨]، في رواية له؛ وهذه الرواية ذكرها الحافظ في "الفتح" [١٣/ ٨٥]، ثم قال: "أخرجه أحمد بسند قوى" فأخشى أن تكون كلمة التوحيد قد وقعت في هذا الحديث من باب الرواية بالمعنى لقوله: (الله الله) وإلا فالمشهور في هذا الحديث من جميع طرقه هو قوله في آخره: (حتى لا يقال في الأرض: الله الله ... ). ٣٥٢٧ - صحيح: أخرجه أحمد [٣/ ٢٨٦]، من طريق عفان عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.