قلتُ: هذا الحديث قد أنكروه على الزهرى، وذكروا أنه قد وهم في متنه؛ فقال البيهقى في "سننه" [١/ ٤٧٢]: (ويشبه أن يكون ذِكْر الوَرق في هذه القصة وهمًا سبق إليه لسان الزهرى؛ فحمل عنه على الوهم؛ فالذى طرحه هو خاتمه من ذهب، ثم اتخذ بعد ذلك خاتمًا من ورِق، ورواية ابن عمر تدل على أن الذي جعله في يمينه هو خاتمه من ذهب؛ ثم طرحه). وقال أيضًا في كتابه "الجامع في الخاتم": "ويُشْبه أن يكون ذكر الورق في هذا الحديث وهمًا سبق إليه لسان الزهرى، فحملوه عنه على الوهم؛ فسائر الروايات عن أنس ابن مالك، ثم الروايات الصحيحة عن ابن عمر: تدل على أن الذي طرحه هو الخاتم الذي اتخذه من ذهب؛ وأن الذي اتخذه من ورق كان في يده حتى مات ... ". وقال ابن عبد البر في "التمهيد" [١٧/ ١٠٠]، بعد أن ذكره: (وهذا غلط عند أهل العلم، والمعروف أنه نبذ خاتمًا من ذهب لا من ورق، ... ) ونقل النووى في "شرحه على مسلم" [١٤/ ٧٠]، عن القاضى عياض أنه قال: "قال جميع أهل الحديث: هذا وهمٌ من ابن شهاب؛ فوهم من خاتم الذهب إلى خاتم الورق، والمعروف من روايات أنس من غير طريق ابن شهاب اتخاذه - صلى الله عليه وسلم - خاتم فضة، لم يطرحه؛ وإنما طرح خاتم الذهب ... ". قلتُ: وقد تأوله بعض العلماء على أربعة وجوه كلها متكلفة على التحقيق، وقد بسطنا الكلام عليه في رسالتنا في "أحكام الخاتم". والله المستعان. =