وتبعه على هذا الوهم: صاحبه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٦/ ٦٦]، وأربى عليهما الحاكم أبو عبد الله، فاستدركه على الشيخين في "مستدركه" [٢/ ٢٥٧]، ثم أطرف قائلًا: "هذا حديث صحيح الإسناد؛ ولم يخرجاه" هكذا يجازف على عادته، وقد سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الحديث كما في "العلل" [رقم ١٧٣٠]، فقال: (هذا حديث منكر؛ ولا أعلم أحدًا رواه عن يونس غير ابن المبارك، وأبو عليّ بن يزيد مجهول) ثم أفصح أبو حاتم عن نكارته فقال: "يرويه عقيل عن الزهرى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا" ثم قال أبو حاتم: "وأهاب هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جدًّا" قال ابن أبى حاتم عقب هذا: "قيل لأبى: إن أبا عبيد - يعنى صاحب الغريب - يقول: هو حديث صحيح، فأجاب - يعنى أبا حاتم - بما وصفنا" يعنى بنكارة الحديث، وهو كما قال، لا سيما مع مخالفة أبى عليّ في وصله. والله المستعان. ٣٥٦٧ - ضعيف بهذا السياق: أخرجه أحمد [٣/ ٢٠٢]، وابن أبى شيبة [٧١٦٢]، وابن عساكر في "تاريخه" كما في مختصره لابن منظور [١/ ٢٩٥]، والآجرى في "الشريعة" [رقم ١٢٦٧]، وخيثمة بن سليمان في حديثه [ص ١٣٩ - ١٤٠]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن ابن شهاب عن أنس به. قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [٥/ ٣٣١]: "رواه حمد، وفيه سفيان بن حسين وهو ضعيف في الزهرى، وهذا من حديثه عنه" وهو كما قال، والنقاد على توهين =