قلتُ: هذا الحديث قد اختلف في سنده - وكذا في سياقه - على الزهرى على خمسة ألوان أو ستة، حتى جزم الدارقطنى باضطرابه في "الإلزامات والتتبع" [ص ٣٦٨]، ولا يُوافَق عليه، والمحفوظ من هذه الألوان كلها عن الزهرى: هما لونان: اللون الأول: رواية الليث بن سعد عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله به باختصار دون سياقه هنا ... وهذا الوجه صححه البخارى، وأخرجه في "صحيحه" [رقم ١٢٧٨]، وكذا مال البيهقى إلى صحته أيضًا في "سننه" [٤/ ١١]، وانتصر له الحافظ في "هدى السارى" [١/ ٣٥٦]، وقدَّمه على جميع الروايات المختلف فيها على الزهرى. واللون الثاني: هو رواية أكثر أصحاب الزهرى من الثقات الأثبات عنه عن عبد الله بن أبى صغير مرسلًا ببعضه، وهذا اللون الثاني قد مضى بعض بسط لطرقه في مسند جابر بن عبد الله [برقم ١٩٥١، ٢٠١٣]، فانظره ثمة. وقد بَسَطْنا الكلام على هذا الحديث بسطًا وافيًا لاختلاف أصحاب الزهرى عليه في سنده وسياقه مع شواهده في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". وطريق أسامة بن زيد هنا عن الزهرى عن أنس به ... منكر لا يتابع عليه، وقد انفرد فيه عن الزهرى بألفاظ لم يأت بها أحد سواه، وهو وإن كان صدوقًا في الجملة: فلم يكن بحيث يُقْبَل =