للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= "تفرد به معمر بن راشد عن الزهرى؛ وتفرد به عنه عبد الرزاق، ورواه زمعة بن صالح عن الزهرى مرسلًا، لم يذكر فيه أنسًا، ورواه ثابت عن أنس".
أما رواية ثابت: فقد مضى الكلام عليها [برقم ٣٣٩٤]، وأما مخالفة زمعة بن صالح لمعمر في وصله، فلم أقف، عليها، وزمعة وإن كان ضعيفًا عندهم، إلا أن روايته تلك هي المحفوظة عن الزهرى، فقد توبع عليها: تابعه موسى بن عقبة عن الزهرى به مرسلًا في سياق أتم، أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" [رقم ٣٦٥١]، من طريق فاروق الخطابى - وهو ابن عبد "الكبير"، مشاه الذهبى - عن زياد بن الخليل - مشَّاه الدارقطنى - عن إبراهيم بن المنذر - ثقة عالم - عن محمد بن فليح - عن موسى بن عقبة عن الزهرى به.
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم إلى موسى؛ وفليح وإن كانوا قد تكلموا فيه، إلا أن وجوده لا يعلُّ هذا الطريق؛ لكونه أحد رواة "مغازى" موسى بن عقبة؛ فقد تابعه غير واحد على رواية هذه (المغازى) عن موسى؛ وهذا الحديث بعينه قد رواه موسى في "مغازيه" عن الزهرى به مرسلًا كما ذكره الحافظ في "الفتح" [٧/ ٥٠١]، ومعمر وإن كان أثبت في الزهرى عن موسى بن عقبة؛ إلا أن هذا الحديث قد أنكره عليه الإمام أحمد إنكارًا شديدًا، كما حكاه عنه أبو زرعة الشامى في "الفوائد المعللة" [ص ١٨].
فقال أبو زرعة: "قلتُ: يا أبا عبد الله - هي كنية أحمد: ليس له أصل؟! - يعنى هذا الحديث: قال: ما أدرى ما أقول لك).
وقال أبو زرعة أيضًا في "تاريخه" [ص ٥٦]: سألت أحمد بن حنبل عن حديث أنس بن مالك: "دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، وعبد الله بن رواحة آخذ بغرزه" قال: لو قلت: إنه باطل، ورده ردًا شديدًا) ثم ساق أبو زرعة هذا الحديث من طريق معمر عن الزهرى عن أنس به ... وقال قبل أن يذكره: (فأما حديث أنس الأول الذي أنكره أحمد بن حنبل؛ فحدثنى أحمد بن شبويه ... ) وذكر سنده إليه، وقد مضى للحديث طريق آخر [برقم ٣٣٩٤]، وهو معلول أيضًا، وله شاهد مرسل من رواية ابن سحاق عن عبد الله بن أبى بكر بن عمرو بن حزم به ... عند البيهقى في الدلائل [رقم ١٦٦٥]، وأبى نعيم في "المعرفة" [رقم ٣٦٥٢]، وهو مرسل حسن الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>