للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=هكذا ذكره الخليلى، في "الإرشاد" [١/ ٤٠٧]، ثم قال: "وهما ضعيفان، والثقات مثل أبى يعلى الموصلى والبغوى وإبراهيم الحربى رووه على الصواب".
قلتُ: وهو كما قال الخليلى الحافظ؛ ورواية أحمد بن أبى موسى قد أخرجها الطبراني في "الأوسط"، [٢/ ١٧٥٨]، وفى "الصغير" [١/ ١٣]، ومن طريقه ابن النجار في ذيل بغداد [١/ ٢٣٨]، وقد وقع ذكر مالك بن أنس مقرونًا مع معاوية بن يحيى كلاهما عن الزهرى به ... وسواء كان الإقران أو الإفراد فهذا طريق منكر، وابن أبى موسى ضعفه الخليلى كما مضى؛ ومتابعة الوليد بن حماد الرملى له لا تنفعه؛ لكونه قرينه في الضعف، وقد مضى تضعيف الخليلى للرجلين معًا، وقال الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا الحديث عن مالك إلا عيسى - يعنى ابن يونس - تفرد به محمد بن عبد الرحمن".
قلتُ: ابن سهم برئ هو وشيخه عيسى من عهدة روايته عن مالك كما مضى؛ وإنما الآفة ممن ممن دون ابن سهم؛ ومثل هذا الوهم الذي وقع فيه الطبراني، وقع مثله لتلميذه أبى نعيم في "الحلية" [٦/ ٣٤٦]، فقال بعد أن رواه من طريق باطل إلى مالك بن أنس عن سُمَيّ القرشى عن أبى صالح عن أبى هريرة به مرفوعًا بلفظ: (لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء).
قال أبو نعيم: "اختلف على مالك فيه على أقاويل، فحديث سمى: تفرد به الكاهدى - وهو إسحاق بن بشر الهالك المعروف - ورواه عيسى بن يونس عن مالك عن الزهرى عن أنس، تفرد به ابن سهم".
قلتُ: من ينصر ابن سهم من هذا الزور الذي رُكِّبَ على عاتقه؟! بل المحفوظ عن ابن سهم هو ما رواه عن الثقات عن عيسى بن يونس عن معاوية بن يحيى عن الزهرى عن أنس به ... كما مضى؛ ثم قال أبو نعيم: "ورواة مسعدة بن اليسع - وهو شيخ هالك - عن مالك عن سلمة عن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبى هريرة، ينفرد به، وفى "الموطأ" عن سلمة - يعنى ابن صفوان - عن طلحة ... من دون أبى هريرة".
قلتُ: والذى في "الموطأ" [١٦١٠]، وهو المحفوظ عن مالك من كل تلك الوجوه عنه، وقول أبى نعيم: "وفى "الموطأ" ... عن طلحة ... "، أرى فيه سقطًا، وصوابه (عن زيد - أو يزيد - ابن طلحة بن ركانة) فهكذا رواه مالك في "موطئه" [١٦١٠]، عن سلمة بن صفوان عن زيد بن طلحة بن ركانة مرسلًا بلفظ: (لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء). =

<<  <  ج: ص:  >  >>