للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٨٤ - حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا طلحة بن يحيى، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبس خاتمًا من فضة في يمينه فيه فصٌ حبشىٌ، وكان فصه مما يلى كفه.

٣٥٨٥ - حَدَّثَنَا محمد بن يحيى بن أبى سمينة البغدادى، حدّثنا عبد الأعلى بن


= قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات كما يقول الحافظ في "الفتح" [٢/ ٨٥٨]، وفيه علتان:
الأولى: عنعنة ابن جريج، فهو قبيح التدليس جدًّا، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح، كما قاله الدارقطنى، وقد أوهم حسين الأسد في تعليقه على (مسند المؤلف) تصريح ابن جريج فيه بالسماع، فقال: " ... ابن جريج قد عنعن، غير أنه صرح عند أحمد بالسماع، فصح الإسناد" كذا قال، والذي عند أحمد: "ثنا محمد بن بكر، ثنا ابن جريج، قال: قال ابن شهاب: أخبرنى أنس بن مالك ... "، فانظر وتأمل هذا التصريح بالسماع! وهل قول المدلس: (قال فلان ... ) إلا مثل قوله: (عن فلان) أو (ذكر فلان)؟! فكلها واحدة في عدم وضوح السماع.
والعلة الثانية: أن ابن جريج قد خولف في هذا الإسناد، فقد اختلف في سنده على الزهرى على ألوان كثيرة، والذى رواه عنه الحفاظ من أصحابه كمالك؛ وعبيد الله بن عمر، وبكر بن وائل - واختلف عليه - ومعمر - واختلف عليه - وشعيب وغيرهم قالوا: عن الزهرى عن عبد الله بن عمرو بن العاص به نحوه ...
فهذا هو المحفوظ عنه كما جزم به ابن عبد البر في "التمهيد" [١٢/ ٤٧]، وقبله ابن نصر المروزى الحافظ في "مختصر قيام الليل" وقد بسطنا الكلام عليه في (غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار).
وقد سئل أبو حاتم الرازى عن طريق ابن جريج الماضى كما في "العلل" [رقم ٤٥٢]، فقال: "هذا خطأ" وللحديث طريق آخر عن أنس به .. يأتى عند المؤلف [برقم ٤٣٣٦]، وهو غير محفوظ أيضًا كما يأتى الكلام عليه هناك إن شاء الله، لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة بالمرفوع منه ... وبعضها صحيح الإسناد، وتمام تخريجها في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.
٣٥٨٤ - صحيح: مضى سابقًا [برقم ٣٥٣٦].
٣٥٨٥ - صحيح: مضى قريبًا [برقم ٣٥٧٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>