ويزيد بن زريع راويه عن معمر على الوجه الأول: بصرى معروف، والحفاظ يتقون من حديث معمر ما حدَّث به بالبصرة؛ لأن كتبه لم تكن معه لما نزل البصرة؛ فجعل يخطئ ويضطرب كما نص عليه غير واحد من النقاد، راجع ترجمته من "التهذيب". ورأيت ابن رجب قد ذكر له هذا الحديث في "شرح العلل" [ص ٣٣٠/ طبعة السامرائى]، ثم قال: "رواه باليمن عن الزهرى عن أبى أمامة بن سهل مرسلًا .... ؛ ورواه بالبصرة عن الزهرى عن أنس، والصواب مرسل". ووجدت ابن عساكر لما أخرج هذا الحديث في "تاريخه" [٥٩/ ٣٩٢]، بالإسناد الأول من طريق العباس بن يزيد البحرانى الحافظ عن يزيد بن زريع عن معمر عن الزهرى عن أنس به ... قال العباس عقبه: "وهذا مما غلط فيه معمر بالبصرة؛ وذلك أنه لم يكن معه كتاب، فغلط في هذا" ثم ذكر عن عبد الرزاق أن معمرًا قال له: "إنى قد غلطت بالبصرة في حديثين حدثتهم عن الزهرى ... " ثم ساق منهما هذا الحديث، ثم قال: "وإنما حدّثنا الزهرى عن أبى أمامة بن سهل مرسل". قلتُ: وهكذا رواه الحفاظ من أصحاب الزهرى عنه عن أبى أمامة به مرسلًا ... منهم ابن جريج وصالح بن كيسان ويونس الأيلى وغيرهم، وخالف بعضهم، ورواه عن الزهرى على ألوان غير محفوظة، وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار". ٣٥٨٣ - صحيح المرفوع منه فقط: أخرجه أحمد [٣/ ١٣٦]، وعبد الرزاق [٤١٢١]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" [١٢/ ٤٨]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل" [رقم ٢٧٠]، وغيرهم من طريقين عن ابن جريج عن الزهرى عن أنس به. =