قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن أنس به ... فانظر [رقم ٢٨٤٩]. ٣٥٩٢ - صحيح: أخرجه أحمد [٣/ ١٤٥]، والمعافى النهروانى في "الجليس الصالح" [ص ٤٢٧]، من طرق عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب وعقيل بن خالد عن ابن شهاب عن أنس به. قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف واختلاط ابن لهيعة، وقد سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الطريق كما في "العلل" [رقم ١١٣٧]، فقال: "إنما يُروَى من كلام أنس". لكن للحديث طريقان آخران عن أنس مرفوعًا بمعناه: فالطريق الأول: يرويه إبراهيم بن حميد الرؤاسى عن هشام بن عروة عن محمد بن إبراهيم التيمى عن أنس: (أن رجلًا من كلاب سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عسب الفحل؛ فنهاه، فقال: يا رسول الله: إنما نطرق للفحل فنكرم؛ فرخص له في الكرامة). أخرجه الترمذى [١٢٧٤]- واللفظ له - والنسائى [٤٦٧٢]، والطبرانى في "الأوسط" [٦/ رقم ٥٩٩٤]، وفى "الصغير" [٢/ رقم ١٠٣٢]، والبيهقى في "سننه" [١٠٦٣٥]، وغيرهم؛ قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن حميد عن هشام بن عروة" وقال الطبراني: "لم يروه عن محمد بن إبراهيم إلا هشام بن عروة، ولا عن هشام إلا إبراهيم بن حميد .... ". قلتُ: وإبراهيم بن حميد هذا وثقه جماعة؛ واحتج به الشيخان؛ ولم يتكلم فيه أحد، لكن حديثه هذا قد استنكر الدارقطنى تفرُّده به عن هشام بن عروة، فقال: "غريب من حديث هشام بن عروة عن محمد؛ تفرد به إبراهيم بن حميد الرؤاسى عنه" كما في "الأفراد" [رقم ١٢٢٨/ أطرافه].=