للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمه، قال: أخبرنى أنس بن مالك، أن ناسًا من الأنصار، قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطى رجالًا من قريش المئة من الإبل، قالوا: يغفر الله لرسول الله!، يعطى قريشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم! قال أنسٌ: فَحُدِّثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمقالتهم، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يَدع معهم أحدَّا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِى عَنْكمْ؟ " فقال له فقهاء الأنصار: أما ذوو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئًا، وأما ناسٌ منا حديثةٌ أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله، أيعطى قريشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَإنى أعطِى حَدِيثِى عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهمْ، أَفَلا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ، وَتَرْجِعُونَ إلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ؟! فَوَاللَّهِ لمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ" قالوا: بلى يا رسول الله، قد رضينا، قال لهم: "فَإنَّكُمْ سَتَجِدُونَ بَعْدِى أَثَرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإنِّى عَلَى الحوْضِ"، قال أنسٌ: قالوا: نعم.

٣٥٩٥ - حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، حدّثنا الزهرى، سمع أنس بن مالك، يقول: سقط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فرس فجحش شقه الأيمن فدخانا نعوده، فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدًا، فصلينا خلفه قعودًا، فلما قضى الصلاة، قال: "إنمَا جُعِلَ الإمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لمِنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الحمْدُ، وَإذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلَّوْا قُعُودًا أَجْمَعِينَ" قال أبو يعقوب: حدّثنا به سفيان مرةً أخرى، قال: "رَبَّنَا وَلَكَ الحمْدُ".

٣٥٩٦ - حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، حدّثنا الزهرى، عن أنس، قال: آخر نظرة


= قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه باختصار، مضى بعضها [برقم ٣٢٠٧، ٣٢٢٩، ٣٢٣٠].
٣٥٩٥ - صحيح: مضى قريبًا [برقم ٣٥٥٨].
٣٥٩٦ - صحيح: مضى قريبًا [برقم ٣٥٤٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>