نعم: قد توبع يونس على هذا الوجه الموصول عن الزهرى عن أنس، تابعه بعضهم! ولا يصح ذا، وقد جزم الترمذى في جامعه [٣/ ٣٣٠]، بكون حديث أنس غير محفوظ في هذا الباب، وقد اختلف على الزهرى في سنده على ألوان كثيرة ذكرها الدارقطنى في (علله) كما في "التلخيص" [٢/ ١١١]، ثم صحح قول من رواه عن الزهرى مرسلًا، وسبقه إلى ذلك أحمد والبخارى والنسائى وجماعة من أحلاس هذا الفن، حتى قال الترمذى في جامعه [٣/ ٣٣٠]، بعد أن حكى الخلاف، فيه على الزهرى: (وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح) وقال ابن عبد البر في "التمهيد" [١٢/ ٩٣]، بعد أن ساق شطرًا صالحًا من الاختلاف في وصله وإرساله عن الزهرى قال: "والذين يروونه عنه مرسلًا أكثر وأحفظ". قلتُ: وإلى هذا مال الحافظ في "التلخيص" [٢/ ١١١ - ١١٢]، وهو الصواب عندنا الذي لا نرتاب فيه، وخالف في ذلك آخرون، ومشوا على ظواهر الأسانيد، وصححوا الحديث موصولًا، منهم البيهقى وابن حزم وابن المنذر وجماعة من المتأخرين، وهو الذي انتصر له الإمام في "الإرواء" [٣/ ١٨٧ - ١٩٢]، وأطال النفس في تقريره! وقد تعقبنا هؤلاء خطوة خطوة في كتابنا "غرس الأشجار" بما تَقَرُّ به الأنفس وتَلذُّ الأعْينُ، وسيأتى المزيد في الكلام عليه عند الحديث الآتى [برقم ٥٤٢١]. ٣٦٠٩ - صحيح: أخرجه البخارى [١٩٦١، ٥٦٤٠]، ومسلم [٢٥٥٧]، وأبو داود [١٦٩٣]، وابن حبان [٤٣٨]، والنسائى في "الكبرى" [١١٤٢٩]، والبيهقى في "سننه" [١٣٠٠٠]، =