للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ووصْفُ الهيثمى لرويم بـ (المعولى) لم أجده عند غيره ممن ترجموا له إلا ما وقع في سند البزار، وقال البزار عقب روايته: "لا نعلم رواه عن الليث هكذا إلا رويم، وكان ثقة، وروى عن الزهرى مرسلًا".
قلتُ: وهو كما قال، لكن هذا لا ينفى أن يكون رويم قد توبع على بعضه؛ فقد رواه محمد بن أسلم الطوسى عن قبيصة بن عقبة عن الليث عن عقيل عن الزهرى عن أنس مرفوعًا بفقرته الأخيرة فقط: (عليكم بالدلجة؛ فإن الأرض تطوى بالليل).
أخرجه ابن خزيمة [رقم ٢٥٥٥]، والحاكم [١/ ٦١٣]- وزاد في آخره: (للمسافر) - وأبو نعيم في "الحلية" [٩/ ٢٥٠]، وغيرهم.
وسنده صحيح أيضًا، لكن الحديث أعله جهابذة النقاد بالإرسال؛ فقال الترمذى في "علله" بعد أن رواه من طريق رويم عن الليث: (سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: إنما روى هذا الحديث عن الليث بن سعد عن عقيل عن الزهرى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما ذكر فيه عن أنس: رويم هذا، قلتُ له: فإنهم ذكروا عن محمد بن أسلم أنه روى هذا الحديث عن قبيصة عن الليث بن سعد عن عقيل عن الزهرى عن أنس. فلم يعرفه محمد، وجعل يتعجب من هذا".
قلتُ: لعل تعجب البخارى من متابعة محمد بن أسلم عن قبيصة لرويم عمى هذا الخطأ في وصله؛ إذ محمد بن أسلم مشهور بالثقة والعدالة، كأن البخارى قال في نفسه: "محمد بن أسلم يروى عن في قبيصة مثل هذا؟! ".
ولم ينفرد به محمد بن أسلم: بل تابعه عليه قطن بن إبراهيم - وهو صدوق له أوهام - عن قبيصة عن الليث به سواء ... عند ابن عبد البر في "التمهيد" [٢٤/ ١٥٩]، بإسناد مستقيم إليه؛ ونقل الخطيب في "تاريخه" [٨/ ٤٢٩]، عن الدارقطنى أنه سئل عن هذا الحديث فقال: "رواه رويم بن يزيد المقرئ عن الليث عن عقيل عن الزهرى عن أنس، وتابعه محمد بن أسلم عن قبيصة عن الليث عن عقيل عن الزهرى، والمحفوظ عن ليث عن عقيل عن الزهرى مرسل".
قلتُ: فرجح الإرسال أيضًا، ورأيته قال في "الغرائب والأفراد" [رقم ١١٢٠/ أطرافه]، بعد أن أخرج الحديث من طريق رويم عن الليث: "تفرد به رويم بن يزيد المقرئ عن الليث عنه - يعنى عن عقيل - وتابعه محمد ابن أسلم الطوسى عن قبيصة عن الليث، كذا قال قبيصة، وأعله قتيبة وابن أعين". =

<<  <  ج: ص:  >  >>