وإسماعيل ثقة مشهور؛ وروايته هي المحفوظة لما فيها من الزيادة، وقد عزاه الحافظ في "الفتح" [٢/ ٥٧٦]، من طريق يحيى بن سعيد عن أنس به ... إلى السراج، ثم قال: (إسناده حسن) وهذا منه ليس بحسن، فقد قال النسائي عقب روايته: (الصواب موقوف) وهو كما قال؛ فهكذا رواه الإمام مالك عن يحيى بن سعيد قال: "رأيت أنس بن مالك في السفر وهو يصلى على حمار، وهو متوجه إلى غير القبلة، يركع ويسجد إيماءً من غير أن يضع وجهه على شئ". أخرجه في "الموطأ" [رقم ٣٥٤]، وعنه عبد الرزاق [٤٥٢٣]، وتوبع عليه مالك هكذا موقوفًا؛ تابعه عبدة بن سلميان عند ابن أبى شيبة [٨٥١٦]، وكذا تابعه عبد الوارث بن سعيد كما ذكره البخارى في "تاريخه" [٤/ ١١]، ثم قال: "وهذا أصح". لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة دون ذكر الحمار فيه. والمحفوظ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصلى على الراحلة أو البعير؛ لكن روى عمرو بن يحيى بن عمارة عن سعيد بن يسار عن ابن عمر قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى على حمار، وهو متوجه إلى خيبر) أخرجه مسلم [٧٠٠]، وجماعة كثيرة، وقال النسائي: "لا نعلم أحدًا تابع عمرو بن يحيى على قوله "يصلى على حمار". وقد جزم الدارقطنى وغيره بكون عمرو بن يحيى قد غلط في هذا الحرف؛ وأن المعروف في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - على راحلته أو على البعير ... • والصواب: أن الصلاة على الحمار من فعل أنس - رضى الله عنه - ... هكذا قال النووى في شرح مسلم [١/ ٤٨٦]، وقد استوفينا الكلام على هذا الحديث وطرقه وألفاظه في (غرس الأشجار) وانظر الحديث الماضى [برقم ٢٧٨١]، وقبله [برقم ٢١٢٠، ٢٦٣٦]. ٣٦٥٤ - صحيح: مضى آنفًا [برقم ٣٦٥٢].