قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث بهذا التمام: عن عطاء بن أبى ميمونة إلا يوسف بن عطية، تفرد به سعيد بن منصور". قلتُ: وسعيد إمام حافظ، إنما الآفة من شيخه يوسف بن عطية؛ قال الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٨٠]: "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه يوسف بن عطية السعدى، وهو متروك ضعيف" وهو كما قال، وأغرب البوصيرى جدًّا، فقال في "إتحاف الخيرة" [١/ ٧٠]: "هذا إسناد ضعيف، عطاء بن أبى ميمونة ضعفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والبخارى وأبو داود والعجلى وابن المدينى والدارقطنى وغيرهم ... ". كذا قال، كأنه اشتبه عليه بيوسف بن عطية، فإنه هو الذي تكلم فيه هؤلاء النقاد، وللحديث شاهد عن ابن مسود بلفظ: (كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة خيبر؛ فأراد أن يتبرز، وكان إذا أراد ذلك تباعد حتى لا يراه أحد) وفيه طول: أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٠/ رقم ١٠٠١٦]، والبزار [١٤٦٣]، والعقيلى في "الضعفاء" [١/ ٤٤]، وغيرهم؛ وسنده منكر جدًّا!. وله شاهد ثان عن جابر بن عبد الله بلفظ: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد البراز تباعد حتى لا يراه أحد .. " وفيه طول: أخرجه البيهقى في "سننه" [٤٤٩]، وابن عساكر في "تاريخه" [١٤/ ٢٠]، وغيرهما، وسنده ضعيف. ويغنى عنه ما في الباب عن جماعة من الصحابة نحوه ... منهم المغيرة بن شعبة، ويعلى بن مرة، وعبد الرحمن بن أبى قراد، وبلال بن الحارث وابن عباس وأبو هريرة وغيرهم، ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار"، وحديث المغيرة عند أبى داود [١] , والترمذى [٢٠]، والنسائى [١٧]، وابن ماجه [٣٣١]، وجماعة كثيرة؛ ولفظ أبى داود: (عن المغيرة بن شعبة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذهب المذهب أبعد) وهو حديث ثابت. ٣٦٦٥ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ٣٦٣٣].