قلتُ: وهذه غفلة من الإمام عن كون عامر بن يساف شيخًا منكر الحديث عن الثقات كما قاله ابن عدى في ترجمته من الكامل [٥/ ٨٥]، وضعفه ابن معين في رواية، وكذا العجلى وغيرهما، وقد مشاه بعضهم إلا أن الرجل لا يصلح إلا أن يكون ضعيفًا صاحب مناكير. راجع ترجمته من "اللسان" و"التعجيل". ولعل الوجه الأول هو الأشبه بالصواب على ضعفه، وقد قال الهيثمى في "المجمع" [٥/ ١٠٠]، بعد أن عزاه للمؤلف وأحمد والبزار باختصار: "وفيه يحيى بن عبد الله الجابر، وقد ضعفه الجمهور، وقال أحمد: لا بأس به ... ، وبقية رجاله ثقات" وقد علمت أن يحيى الجابر ضعيفًا على التحقيق، وهو آفة هذا الحديث، ومتابعة ابن طهمان له لم تثبت كما مضى. ومن طريق يحيى الجابر: أخرجه ابن أبى شيبة أيضًا [١١٨٠٥]، ولكن مختصرًا بالإذن في زيارة القبور فقط، وقد ضعف الحافظ سنده كما نقله عنه المناوى في "فيض القدير" [٥/ ٥٦]، وقد وجدت له طريقًا آخرًا عن إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد الكوفي، عن عمرو بن عامر وعبد الوهاب بن بخت كلاهما عن أنس به نحوه .. وسنده ظاهره السلامة إلا أنه معلول كما شرحناه في "غرس الأشجار" وله طريق آخر عن أنس به نحوه .. باختصار يسير: أخرجه البزار في "مسنده" [٢/ ١٢١١/ كشف الأستار]، من طريق الحارث بن نبهان عن حنظلة السدوسى عن أنس به. قال البزار: "لا نعلم رواه عن حنظلة إلا الحارث" وقال الهيثمى في "المجمع" [٤/ ٢٩]: "رواه البزار وأحمد ... فيه الحارث بن نبهان وهو ضعيف". قلتُ: تسامح الهيثمي بشأن الحارث، وإلا فهو إلى الترك أقرب، راجع ترجمته من "التهذيب" وذويله. ثم سكت الهيثمى أيضًا عن حنظلة السدوسى، وهو شيخ منكر الحديث على التحقيق، وقد ضعفه الجماعة، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه. =