قال الهيثمى في "المجمع" [٧/ ٥٥٦]: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى في "الأوسط" وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس" وقال في موضع آخر [٧/ ٥٥٧]: "رواه البزار، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار، وبقية رجاله ثقات". قلتُ: تصريح ابن إسحاق بالسماع ثابت عند البزار في "مسنده" كما قال الهيثمى، وهو أيضًا في "كشف الأستار" [٤/ رقم ٣٣٧٣]، فالإسناد ظاهره السلامة، بل قال الحافظ في "الفتح" [١٣/ ٨٤]: (أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار وسنده جيد) وقال الإمام في "الصحيحة" [٥/ ٣٢١]: (إسناده حسن؛ لتصريح ابن إسحاق بالتحديث) وكذا حسَّنهُ بعضهم أيضًا، غير أنه معلول على التحقيق، فقال أبو زكريا الغطفانى الحافظ في "تاريخه" [٣/ ١٣٥/ رواية الدورى]، ومن طريقه ابن عدى في "الكامل" [٦/ ١٠٥]: (لم نسمع "عن عبد الله بن دينار عن أنس" إلا الحديث الذي يحدث به محمد بن إسحاق عن عبد الله بن دينار عن أنس". قلتُ: مراد أبى زكريا: هو غرابة تلك الترجمة التى لا تُعْرَف إلا من طريق ابن إسحاق في هذا الحديث، وعبد الله بن دينار - وهو القرشى العدوى - لا ينكر سماعه من أنس، إلا أن روايته عنه لا يعرف لها وجه إلا من طريق ابن إسحاق في ذاك الحديث، وابن دينار ثقة فقيه مشهور مكثر، له أصحاب كثيرون يضبطون حديثه وَهُمْ له حَفَظَة؛ فانفراد ابن إسحاق عنه بتلك الترجمة الغريبة، دون متابعة له من أحد من مشاهير أصحاب ابن دينار، فمما ينبغى التوقف فيه، وابن إسحاق - على جلالته في السير والمغازى - إلا أنه كان صاحب أوهام وأخطاء. =