بل رأيته قد خولف في سنده؛ خالفه سعيد بن عبد الرحمن الجحشى - وهو صدوق مشهور - فرواه عن عبد الله بن دينار به مرسلًا بنحوه دون تفسير الرويبضة بما عند المؤلف، بل بلفظ: (قال: قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟! قال: سفلة الناس) هكذا أخرجه عبد الرزاق [٢٠٨٠٣]، عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن به ... وهذا هو المحفوظ مرسلًا، فانظر كيف وصله ابن إسحاق بذكر أنس فيه؟! ولابن إسحاق في هذا الحديث إسنادان آخران: الأول: ما أخرجه أحمد [٣/ ٢٢٠]، من طريق محمد بن جعفر المدائنى عن عباد بن العوام عن ابن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس به نحوه ... إلا أنه قال في أوله: (إن أمام الدجال ... ) بدل: (إن بين يدى الساعة ... ). قلتُ: وسنده حسن لو صرَّح ابن إسحاق بسماعه من ابن المنكدر، ومحمد بن جعفر المدائنى مختلف فيه، وهو إلى رُتْبة الصدوق أقرب إن شاء الله. والثانى: ما أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٨/ رقم ١٢٥]، وفى "مسند الشاميين" [١/ رقم ٤٨]، والبزار في "كل سنده" [رقم ٢٧٤٠/ البحر الزخار]، و [رقم ٣٣٧٣/ كشف الأستار]، والرويانى في "مسنده" [رقم ٥٧٥]، والطحاوى في "المشكل" [٢/ ١٠]، وغيرهم كلهم من طريق أبى كريب عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن إبراهيم بن أبى عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك به نحوه ... ووقع عندهم تفسير الروبيضة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لا يُؤْبَه له" بدل: (الفويسق يتكلم ... إلخ) لكن وقع تفسيره عند البزار بقوله: (المرء التافه يتكلم في أمر العامة): =