قلتُ: وهذا إسناد فيه علتان: الأولى: عنعنة ابن إسحاق. والثانية: جهالة حال والد إبراهيم بن أبى عبلة، واسمه: (شمر بن يقظان) فقد شمَّرتُ عن ساعد الجد؛ وأيقظت منى العيون الغوافل؛ لأجل الظفر له بتوثيق معتبر فلم أهتد لذلك، وتوثيق ابن حبان له كعدمه، لما عرف من تساهله في توثيق هذه الطبقة، ولم يذكروا راويًا عنه سوى ولده إبراهيم وحده. وقد توبع ابن إسحاق عليه؛ فراجع "الصحيحة" [٥/ ٣٢١]. ووجدت للحديث طريقًا آخرًا عن أنس بن مالك به نحوه ... وفيه تفسير الروبيضة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (السفيه ينطق في أمر العامة) أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٣/ رقم ٣٢٥٨]، من طريق بكر بن سهل - وهو الدمياطى - عن عبد الله بن يوسف - وهو الكلاعى المصرى - عن ابن لهيعة - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر - هو أبو طوالة - عن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس به. قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة حاله معلومة! وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [٧/ ٥٥٦]، فقال: (في إسناد الطبراني ابن لهيعة، وهو ليِّن). وبكر بن سهل - شيخ الطبراني - قد تكلموا فيه بما تراه في ترجمته من "الميزان" ولسانه. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، وكلها معلولة لا يصح منها شئ، وأنظف ما فيها هو ما ذكرناه سابقًا، لكن إذا ضمت إلى بعضها وتماسكت أوشاجها؛ أرجو أن يكون الحديث - آنذاك - حسنًا بشواهده. إن شاء الله. ٣٧١٦ - صحيح: أخرجه أحمد [٣/ ٢٠٣]، و [٣/ ٢٧٨]، والدارمى [٢٣٦]، وابن الجعد [٣٣٧]، والقطيعى في "الألف دينار" [رقم ٢١]، والطبرانى في طرق حديث: "من كذب على متعمدًا" [رقم ١٠٦]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن حماد بن أبى سليمان [وقد قرن معه جماعة عند الجميع] عن أنس به. =