للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧١٧ - حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندى، حدّثنا أبو سهل يوسف بن عطية الصفار، قال: سمعت ثابتًا يقول: قال أنسٌ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَل أُمَّتِي مَثَل المَطَرِ لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ، أَوْ آخِرُهُ خَيْرٌ".


= قلتُ: وسنده حسن، ومن هذا الطريق أخرجه أبو محمد الرامهرمزى في "المحدث الفاصل" [ص ٤٨١]، وابن سمعون في "الأمالى" [رقم ٢٩٩]، والطحاوى في "المشكل" [١/ ٢٠٨]، وبحشل في "تاريخ واسط" [ص ٦٧]، وغيرهم.
وحماد بن أبى سليمان فقيه عالم، وهو صدوق متماسك؛ وقد تابعه جماعة كثيرة على مثله عن أنس به ... فانظر الماضى [برقم ٢٩٠٩]، والآتى [برقم ٣٩٠٤، ٤٠٢٥، ٤٠٦١]، وغير ذلك. وهو حديث متواتر جدًّا.
٣٧١٧ - ضعيف: هذا إسناد ساقط، آفته يوسف بن عطية الصفار هذا؛ فقد تركه النسائي والدولابى وغيرهما؛ وقال البخارى وغيره: "منكر الحديث" وضعفه جماعة؛ وقال الحاكم: "روى عن ثابت أحاديث مناكير" وقال الساجى: "ضعيف الحديث، وكان صدوقًا يهم؛ كان يغير أحاديث ثابت عن الشيوخ؛ فيجعلها عن أنس" راجع ترجمته من "التهذيب" وقال ابن حبان في "المجروحين" [٣/ ١٣٤]: "كان ممن يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الموضوعة بالأسانيد "الصحيحة"، ويحدث بها، لا يجوز الاحتجاج به بحال".
قلتُ: أراه كان يفعل ذلك على التوهُّم والغفلة؛ يدلك على ذلك قول الساجى: "وكان صدوقًا يهم" مع أنه قال: "كان يغير أحاديث ثابت عن الشيوخ؛ فيجعلها عن أنس" وقد صح عن عمرو الفلاس أنه قال عنه: "كان كثير الوهم والخطأ ... وما علمته كان يكذب" كما نقله عنه ابن عدى في "الكامل" [٧/ ١٥٣]، فاتهام بعضهم له بسرقة هذا الحديث من حماد الأبح كما فعل الباحث المحقق طارق بن عوض الله في تعليقه على منتخب علل الخلال "لابن قدامة" [ص ٦١]، فما أراه إلا مجازفة لا يساعده عليها كلام النقاد فيه، ولا يسعفه كلام ابن حبان الماضى؛ لما عُلمَ من تعنته، في النقد. والسرقة بمعنى الكذب والتوليد عندهم، وفى المتأخرين جماعة شغفَوا باتهام بعض النقلة بما هم برآء منه حتى عند من جرحوهم أنفسهم، فإذا جزم بعض النقاد مثلًا: بكون حديث بعينه قد انفرد به فلان ولم يروه غيره؛ تراهم كلما عثروا على متابعة لبعضهم لهذا المتفرد بذاك الحديث؛ لا يجدون بأسًا في رمْى هذا المتابع بالسرقة على الفور، مع أنك قد تجد في ترجمة هذا السارق عندهم؛ ما ينفى عنه تهمة السرقة رأسًا؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>