بل روى عنه الرامهرمزى في موضع آخر من "الأمثال" [رقم ١٢٥]، فقال: "حدّثنا أحمد بن يحيى الحلوانى ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيرى ... " هكذا نسبه؛ فهو المراد هنا بلا تردد، وما وقع عند الرامهرمزى في تكملة اسمه بكونه (إبراهيم بن حمزة بن أنس) فلا وجه له عندى، ولهذا لم يعرفه الإمام، وأرى أن (ابن أنس) زيادة مقحمة سهوًا، أو تصحيف تكملة اسمه، أو تحريف لاسم الواسطة بين إبراهيم بن حمزة وبين حماد بن سلمة؛ فإنهم لم يذكروا في ترجمته رواية له عن حماد، وإزا كان من طبقة لا ينكر لها سماع ابن سلمة، وهذا الأمر الثالث هو الناهض عندى؛ فثم واسطة بين إبراهيم بن حمزة وحماد بن سلمة، وهى التى قد تحرَّف اسمها إلى (ابن أنس) ولم أستطع تمييزها الآن، وأرانى بحاجة إلى النظر في مخطوطات كتاب "الأمثال" للرامهرمزى؛ لعل إحداها تشفى لنا غليلًا بشأن تلك الحيرة. وقد خولفت هذه الواسطة التى لا تعلم في سنده؛ خالفها حسن بن موسى الأشيب - الحافظ الضابط الثقة المأمون - فرواه عن حماد عن ثابت البنانى وحميد الطويل ويونس بن عبيد عن الحسن به مرسلًا ... ، كما يأتى الكلام عليه. وهذا هو المحفوظ عن حماد بن سلمة في هذا الحديث. ٣ - وتابعه أيضًا عن ثابت: حماد بن يحيى الأبح: على مثله عند الترمذى [٢٨٦٩]، وأحمد في "المسند" [٣/ ١٣٠، ١٤٣]، وفى العلل [٣/ ٣١٤/ رواية ابن عبد الملك]، والطيالسى [٢٠٢٣]، والقضاعى في "الشهاب" [٢/ رقم ١٣٥٢]، وأبو الشيخ في الأمثال [رقم ٣٣٠]، وابن عدى في "الكامل" [٢/ ٢٤٦]، والعقيلى في الضعفاء [١/ ٣٠٩]، والكلاباذى في مفتاح المعانى [رقم ٣٣٣]، وأبو الحسن القطان في (جزء من مسموعاته) كما في "تاريخ قزوين" [١/ ٨٥]، والبغوى في "تفسيره [١/ ٨٩]، وابن الضريس في "أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدى" [٦/ ١]، كما في "الصحيحة" [٥/ ٣٥٥]، والبيهقى في "الزهد" [رقم ٤١٠]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٢٠/ ٢٥٣]، والرامهرمزى في المحدث الفاصل [ص ٣٤٦]، والخلال في "العلل" [ص ٦٠/ "المنتخب" منه لابن قدامة]، وغيرهم من طرق عن حماد بن يحيى الأبح عن ثابت البنانى عن أنس به. =