للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وسئل عنه أبو حاتم الرازى فقال: "صدوق" كما في "الجرح والتعديل" [٣/ ٥٦]، وقال عنه أبو داود كما في "سؤالات الآجرى" [رقم ٣٣٨]: "لا ألتفت إلى حكاياته، أراها أوهامًا" ونقل مغلطاى في "الإكمال" كما في هامش تهذيب الكمال [٦/ ٣٩٣/ طبعة الرسالة]، عن ابن المواق أنه قال: "رمى بالكذب وسرقة الحديث".
قلتُ: فالظاهر أنه شيخ تالف، وشيخه محمد بن الصلت هو ابن الحجاج الأسدى الثقة المشهور، وأبو خالد الأحمر صدوق مشهور أيضًا؛ فليس في الإسناد ما يعل به ظاهرًا: سوى الحسين بن عليّ بن الأسود، وقد عرفت ما فيه. وقال ابن أبى حاتم في العلل [رقم ٣٧٤]: (وسمعت أبى وذكر حديثًا: رواه محمد بن الصلت عن أبى خالد الأحمر عن حميد عن أنس ... ) وساق الحديث، ثم قال عن أبيه: (هذا حديث كذب لا أصل له، ومحمد بن الصلت لا بأس به، كتبت عنه).
قلتُ: وقول أبى حاتم هذا أغضب الإمام الألبانيَّ جدًّا، وضاق به ذَرْعُه حتى انطلق لسانه يقول في "الصحيحة" [٦/ ١٢٥٦ - ١٢٥٧]: "لم يتبيَّن لى وجه تكذيبه الحديث مع سلامة إسناده من كذاب، أنا أدرى أنه كما أن الكذوب قد يصدق؛ كما في الحديث المعروف؛ فكذاك الصدوق قد يكذب كما في حديث أبى السنابل؛ بمعنى أنه قد يقول خطأ والكذب هو المخالف للواقع؛ ولكننى والله لا أدرى ولا أحسب أنه يمكننى يومًا أن أدرى أنه يمكن أن يقال في حديث الصدوق، "كذب لا أصل له" وليس في متنه ما يستنكر فضلًا عن أن يكذب، وله من الطرف والشواهد، وجريان عمل السلف عليه؛ ما يقطع الواقف على ذلك: أن الحديث صحيح له أصل أصيل ... ).
ثم اشتط الإمام جدًّا فقال عن تصرف أبى حاتم: (فالذى يبدو لى - والله أعلم - أن ذلك زلة من زلات العلماء، إن لم يكن سبق قلم؛ فيجب أن يتقى .. ).
قلتُ: قد وقع هذا الكلام منى موقعًا عظيمًا، حتى جعلت أنكر من نفسى وأعرف، أمثل هذا يصح لإمام الدنيا في هذا الزمان الحاضر؛ أن يقوله فهمًا منه لكلام أبى حاتم الرازى إمام الدنيا في الزمان الغابر؟! ما أدرى ما أقول؟! مثل الإمام الألبانى يقسم بالله أنه لا يدرى ولا يحسب أنه يمكنه يومًا أن يقول - هو أو غيره - في حديث الصدوق "كذب لا أصل له"، ألا يحق لى أن أقسم بالله أنى ما رأيت كاليوم عجبًا قط. =

<<  <  ج: ص:  >  >>