وقد سئل ابن المدينى عن هذا الحديث من ذاك الطريق كما في "تاريخ بغداد" [٩/ ٣٣٩]، بإسناد صحيح إليه فقال: "كذب، هذا موضوع! لم يكن عند ابن إدريس إلا ثلاثة أحاديث عن المختار عن أنس في الأشربة) وقال ابن عدى عقب روايته: "وكان أبو يعلى ينسبه - يعنى ينسب الصقر - في هذا الحديث بعينه إلى الضعف ... ". ثم ذكر سبب تضعيف أبى يعلى له في هذا الحديث بخصوصه، وقد سئل صالح جزرة عن الصقر هذا فقال: "كان أكذب من أبيه" وقال في موضع آخر: (يضع الحديث) وقال أيضًا: "كان شيخًا مغفلًا مطروحًا ببغداد ... " نقله عنه الخطيب في "تاريخه" ونقل الذهبى في "ميزانه" عن أبى بكر بن أبى شيبة أنه قال عن الصقر: (كان يضع الحديث) وفى هذا النقل عندى نظر. ونقل ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل" [٤/ ٣١٠]، عن أبى جعفر الحضرمى المعروف بمطيَّن أنه قال: "عبد الرحمن بن مالك بن مغول كذاب، وابنه أبو بهز السقر - بالسين - بن عبد الرحمن أكذب، روى عن ابن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بشِّر أبا بكر بالخلافة، ثم عمر، ثم عثمان - رضى الله عنهم". قلتُ: أما ابن حبان فقد تناكد بذكر الصقر في كتابه "الثقات" وترجمه في موضعين، فسماه في الموضع الأول [٨/ ٣٢٢]: (صقر بن عبد الرحمن) بالصاد، وقال: "روى عنه أهل العراق، يروى عن ابن إدريس، وفى قلبى من حديثه ما حدّثنا أبو يعلى ثنا صقر بن عبد الرحمن ثنا ابن إدريس ... ".