للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وغفل هذا المتعقب عن كون الحاكم ربما قصد أن البخارى لم يخرجه بهذا اللفظ، أو ذاك السياق والتمام؛ فيسلم له قوله، ويتم له ما أراد؛ وقد بسطنا هذا المقام مع أمثلة وضوابط في كتابنا "إيقاظ العابد بما وقع من النظر في تنبيه الهاجد" يسَّر الله إخراجه قريبًا.
والثانى: أن حمادًا قد شك فيه، فقال: عن عليّ بن زيد أظنه عن أنس بن مالك، هكذا أخرجه أحمد كما مضى، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [١٩/ ٤٠٩]، وربما ظن ظان أن الشاك فيه هو ابن جدعان، وليس ابن سلمة، ويرد على هذا قول ابن عساكر في "تاريخه" [١٩/ ٤٠٩] (ورواه حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد وشك في إسناده) ثم أسند بالإسناد الصحيح إلى أبى العباس الذهبى عن أبى محمد بن صاعد عن أحمد بن سنان الحافظ عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن أنس بن مالك أو غيره أن رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - قال: (لصوت أبى طلحة ... ) وساق الحديث.
والحاصل أن قول أبى نعيم الأصبهانى: (مشهور من حديث ابن عيينة، تفرد به عن عليّ بن زيد) قول مستقيم من حيث المعنى المذكور آنفًا؛ فلْيسكن من العترض جأشه، ولم ينفرد به ابن جدعان عن أنس، بل قد توبع على شطره الأول فقط:
١ - تابعه عليه ثابت البنانى عن أنس مرفوعًا: (لصوت أبى طلحة في الجيش أشد على المشركين من فئة) أخرجه أحمد [٣/ ٢٠٣]- واللفظ له - وعبد بن حميد في "المنتخب" [١٣٨٤]، وابن عساكر في "تاريخه" [١٩/ ٤١٠]، وغيرهم من طريق يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت به.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. ما فيه خدشة.
٢ - وكذا تابعه عبد الله بن محمد بن عقيل قال: عن أنس لا أعلمه إلا رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (صوت أبى طلحة في الجيش خير من ألف رجل) أخرجه (سمُّويه) كما في "الجامع الصغير" [رقم ٥٠٤٨] وعنه أبو الشيخ في "الأمثال" [رقم ١٩٧]، من طريق أبى حذيفة النهدى عن سفيان الثورى عن ابن عقيل به ... وليس لفظة (رجل) عند أبى الشيخ.
وقد رواه ابن عقيل مرة أخرى فشك فيه، فقال: عن جابر أو أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وذكره مثله.
هكذا أخرجه الحاكم [٣/ ٣٩٧]، والحارث بن أبى أسامة في "مسنده" [٢/ ١٠٢٢/ =

<<  <  ج: ص:  >  >>