أخرجه الترمذى [٣٨٥٤]، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" [رقم ١٣٤/ طبعة دار ابن رجب]، من طريق سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان به ... ووقع عند عبد الله بن أحمد في آخره: (منهم: البراء بن معرور) كذا، ويقرب عندى أن يكون ذلك من أخطاء الناسخ، والصواب (منهم البراء بن مالك)، وقال الترمذى: "هذا حديث صحيح حسن من هذا الوجه" كذا عندى في طبعة (دار إحياء التراث العربى) وفى طبعة (دار الحديث/ القاهرة): (حسن غريب ... ) دون قوله: "صحيح". وهذا الثاني: هو الذي نقله عنه المزى في "التحفة" [رقم ٢٧٥]، وكذا المنذرى في "الترغيب" [٣/ ٨١]، وهو الأقرب؛ فإن سنده هنا معلول عندى، وسيار بن حاتم مختلف فيه، والتحقيق عدم قبول ما ينفرد به؛ فالمتابعة لا تثبت إلى جعفر. رأيتُ ابن كثير قد أورد الحديث في "تفسيره" [٦/ ٣٤١/ طبعة دار طيبة]، وعزاه إلى ابن أبى الدنيا في "كتاب التواضع؟! " من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت وعليّ بن زيد عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره ... وفيه (ومنهم البراء بن مالك). قلتُ: ولم يسق ابن كثير سند ابن أبى الدنيا إلى جعفر بن سليمان، والظاهر أنه رواه من طريق سيار بن حاتم أيضًا عن جعفر، فإن ابن أبى الدنيا يكثر من الرواية عن جعفر بطريق سيار بن حاتم عنه، وقد سقط هذا الحديث من مطبوعة كتاب "التواضع والخمول" لابن أبى الدنيا، فليستدرك مِنْ هنا. ولله الحمد. ثم اعلم أن الحديث صحيح ثابت عن أنس بلفظ "إن من عباد الله مَنْ لو أقسم على الله لأبره" فانظر الماضى [برقم ٣٣٩٦، ٣٥١٩]، وكذا صح عنه بلفظ: (رب أشعث أغبر ذى طمرين مصفح عن أبواب الناس؛ لو أقسم على الله لأبره) أخرجه ابن أبى الدنيا في "التواضع =