للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٠٧ - حَدَّثَنَا نصر بن عليّ بن نصر، حدّثنا عثام بن عليّ، عن الأعمش، قال: قال أنس بن مالك، والبراء بن عازب: كنا لا نحنى ظهورنا حتى ننظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا.


= وهذا هو المحفوظ عن الأعمش؛ ويزيد الرقاشى هو الذي يقول عنه شعبة فيما صحَّ عنه: (لأن أزنى أحب إليَّ من أن أحدث عن يزيد الرقاشى) وصح عنه أيضًا أنه قال: (لأنْ أقطع الطريق أحب إلى من أن أروى عن يزيد الرقاشى) وكان يشبهه بـ (أبان بن أبى عياش) ذلك التالف المعروف، وضعَّف النقاد يزيد لسوء حفظه وكثرة أوهامه مع صلاحه وزهده وعبادته، حتى قال ابن حبان عنه بالمجروحين [٣/ ٩٨]: "كان من خير عباد الله، من البكائين بالليل في الخلوات، والقائمين بالحقائق في السَّبَرات، ممن غفل عن صناعة الحديث، وحفظها؛ واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن؛ فيجعله عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو لا يعلم! ... ".
قلتُ: فالإسناد منكر، وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه ... وبعضها في سياق أتم، ولا يصح منها شئ، وكلها مناكير على التحقيق، وقد مضى منها طريق ثابت البنانى [برقم ٣٤٩٠]، وراجع الضعيفة [رقم ٩٣، ٥٢٨٠، ٥١٨٦]، للإمام.
٤٠٠٧ - صحيح: أخرجه الدارقطنى في "الأفراد" [رقم ٩٠٣/ أطرافه]، من طريق عثام بن عليّ عن الأعمش عن أنس به ...
قال الدارقطنى: "تفرد به عثام - وكان بالأصل: (غنام) وهو تصحيف قد امتلأت به طبعة الكتب العلمية "للأفراد" - بن على عن الأعمش".
قلتُ: وعثام هذا وثقه الجماعة، واحتج به البخارى وأصحاب "السنن"؛ وعلة الإسناد هي الانقطاع؛ فإن الأعمش لا يصح له سماع من أنس ولا البراء، ولو صح - وهو لا يصح - فإنه مدلس مكثر؛ ولا يُحتج بحديثه إلا ما قال فيه: "حدّثنا وأخبرنا" وقد أحجم هنا عن التصريح بذلك، لكن الحديث محفوظ عن البراء، ووارد من غير هذا الطريق عن أنس.
١ - أما حديث البراء: فقد مضى في "مسنده" [رقم ١٦٧٦، ١٦٧٧، ١٦٩٧]، نحوه هنا ولكن بسياق أتم.
٢ - وأما أنس: فله طرق عنه: يأتى بعضها [برقم ٤٠٨٢].
وتمام تخريجه في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

<<  <  ج: ص:  >  >>