ثم إن الأعمش إمام في التدليس، وقد عنعنه، نعم: تابعه عليه محمد بن الفضل بن عطية عن مسلم الأعور عن أنس به مثل لفظ المؤلف، عند تمام في "فوائده" [رقم ٧٤٧]، بإسناد صالح إليه، لكن ابن عطية هذا قد كذبوه بخط عريض، فلتذهب متابعته إلى الجحيم، ثم إن مسلمًا الأعور ضعيف مختلط، بل وهَّاه الفلاس وجماعة، وكان من كبار رواة المناكير عن الثقات، والحديث منكر الإسناد والمتن، وقد صح موقوفًا على جرير بن عبد الله البجلى، فراجع "الفتح" [١/ ٢٩٥] للحافظ.
• تنبيهان: الأول: هذا الحديث عزاه الحافظ في "الفتح" [١/ ٢٩٥]، إلى الدارقطنى بلفظ (كان يتوضأ بفضل سواكه) وهذا لفظ البزار، ولفظ الدارقطنى إنما هو مثل لفظ المؤلف والآخرين. والتنبيه الثاني: أن الإمام قد عزا في "الضعيفة" [٩/ ٢٦٧]، هذا الحديث إلى ابن عساكر [٢/ ٢٤٣/ ٢]، من طريق إسحاق بن إبراهيم شاذان عن سعيد [كذا] بن الصلت بإسناده به .. ، وهذا منه غفلة عن كون ابن عساكر يرويه في "تاريخه" [٧/ ٨٥]، من طريق عبد الله بن ثابت القرشى عن سعد بن الصلت به ... ، ثم إن (سعد بن الصلت) قد وقع عند الإمام مصحفًا أيضًا، هكذا: (سعيد) وإنما هو سعد وسعد وسعد. ٤٠٢١ - صحيح: هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة من أخبر الأعمش، وقد رواه عنه قران بن تمام فقال: عن الأعمش قال: قال أنس بن مالك به .... مثله دون قوله (فاختلست منه) فأسقط منه الواسطة المجهولة بين الأعمش وأنس. =