قلتُ: وقران ثقة مشهور؛ فالظاهر أن الأعمش قد دلس تلك الواسطة التى ذكرها هنا، وهى آفة هذا الإسناد، وبها أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٣/ ٣٨]، فقال: "رواه أبو يعلى بسند فيه راو لم يسم" وقال الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٤١٠]: "رواه أبو يعلى والطبرانى في "الأوسط" وسقظ منه التابعى، ورجاله ثقات". "لكن يشهد له حديث أبى سعيد الخدرى الماضى [برقم ١٠٧٦، ١٢٨٠، ١٣٢٤]، وكذا حديث أبى هريرة عند مسلم [١١٦٩]، وجماعة .. ٤٠٢٢ - منكر: أخرجه الطبرى في "تفسيره" [١٢/ ٢٨٢]، من طريق يحيى بن داود الواسطى عن أبى أسامة حماد بن أسامة عن الأعمش عن أنس به ..... قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه؛ فإن الأعمش لا يصح له سماع من أنس، وقد أسند الخطيب في "تاريخه" [٩/ ٤]، بالإسناد الصحيح إلى ابن معين قال: "كل ما روى الأعمش عن أنس فهو مرسل" وهو في "تاريخ ابن معين" [٣/ ٣٢٨/ رواية الدورى]، ونحوه جزم ابن المدينى وجماعة؛ بل صح عن الأعمش نفسه أنه قال: "رأيت أنس بن مالك، وما منعنى أن أسمع منه؛ إلا استغنائى بأصحابى" كذا قال، وبهذا أعله أبو بكر الأنبارى، وقال فيما نقله عنه القرطبى في "تفسيره" [١٩/ ٣٨]: "حديث لا يصح عن أحد من أهل العلم؛ لأنه مبنى على رواية الأعمش عن أنس، فهو مقطوع ليس بمتصل، .. " .. قلتُ: وقوله: (مقطوع) يعنى: منقطعًا في اصطلاح المتقدمين؛ لكن جاء جعفر بن عمران الثعلبى ورواه عن عبد الحميد الحمانى فأفسد هذا الانقطاع، فقال: حدّثنا أبو يحيى الحمانى عن الأعمش قال: سه سمعتُ أنسًا يقول ... وذكره نحوه، هكذا جود إسناده، وصرَّح بسماع الأعمش له من أنس. أخرجه الخطيب في "تاريخه" [٩/ ٤]، بإسناد صحيح إلى جعفر الثعلبى به ... =