قلتُ: وشريك القاضى سيئ الحفظ على صلابته في السنة، وهو أحد من روى هذا الحديث عن جابر الجعفى عن أبى نصر عن أنس، فلعله شبه له، وظن أنه سمعه من عاصم الأحول، لكنه لم ينفرد به عن عاصم، بل تابعه عليه ابن المبارك. عن عاصم عن أنس به مثله عند ابن السنى في "عمل اليوم والليلة" [من طريق حاجب بن أركين عن سليمان بن سيف عن فهد بن حيان عن أبى عبد الرحمن الحنظلى - وهو ابن المبارك - به ... قلتُ: قال حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [٧/ ١١١]: "وهذا إسناد صحيح". كذا يقول هذا الرجل، وغفل عن كون فهد بن حيان هو الذي يقول عنه ابن المدينى: "ذهب حديثه" وأمر بترك حديثه، وقال أبو زرعة: "منكر الحديث" وضعفه أبو حاتم وغيره كما في "اللسان" [٤/ ٤٥٤]، وقال ابن حبان في "المجروحين" [٢/ ٢١٠]: "كان ممن يخطئ حتى يجئ بأحاديث مقلوبة، خرج عن حد الاحتجاج به لما كثر منه ذلك) فالإسناد منكر. ٤٠٥٨ - منكر: أخرجه الترمذى [٣١٢٦]، والطبرانى في "الدعاء" [رقم ١٤٩٢]، وابن بشران في "الأمالى" [رقم ٢٤٧]، و الطبرى في "تفسيره" [٧/ ٥٤٧]، وابن أبى حاتم في تفسيره [رقم ١٣٣٠٧]، وغيرهم من طرق عن الليث بن أبى سليم عن بشر [وعند بعضهم (بشير)]، عن أنس به ... قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه البخارى في "تاريخه" [٢/ ٨٦]، ولفظه: (أيما داع دعا في شئ كان معه موقوفًا، ثم قرأ: وقفوهم إنهم مسئولون). قال الترمذى: (هذا حديث غريب؛ إنما نعرفه من حديث ليث بن أبى سليم، وقد روى عبد الله بن إدريس عن ليث بن أبى سليم عن بشر عن أنس ولم يرفعه). قلتُ: يعنى أن ابن إدريس قد وقفه على أنس، وروايته هذه قد علَّقها البخارى في "تاريخه" =