وهذا الوجه محفوظ أيضًا عن سليمان التيمي، فالظاهر أن أنسًا لم يسمع هذا الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما سمعه بواسطة بعض أو رجل - من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه به ... كما مضى في الوجه الأول. وإبهام الصحابى لا يضر عند المحققين؛ نعم: قد رواه عمر بن حبيب البصرى عن سليمان التيمي، وفسر المبهم فيه بأبى هريرة، فقال: ثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك عن أبي هريرة مرفوعًا (مررت على موسى - عليه السلام - وهو يصلي في قبره). هكذا أخرجه تمام في "فوائده" [رقم ٤٩]، والسهمى في "تاريخه" [ص ٢٧٣]، وابن عدي في "الكامل" [٥/ ٣٨]، وابن منده في "فوائده" [ص ٧٤]، والدارقطنى في "الأفراد" [رقم/ ٤٩٧٧ أطرافه]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" [١/ ٣٤٩]، وغيرهم من طرق عن عمر ابن حبيب البصرى عن سليمان به ... قال الدارقطني: "تفرد به عمرو بن حبيب عن سليمان التيمي عن أنس عنه - يعنى عن أبي هريرة" وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لم يقل فيه: "عن أنس عن أبي هريرة" غير عمر بن حبيب عن التيمي". قلتُ: وعمر هذا قد ضعفوه، ومشاه بعضهم، غير أنه إلى الضعف أقرب؛ ورواية الجماعة عن التيمي عن أنس عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هكذا على الإبهام هي الأصح؛ وقد قال الدارقطني في "علله" [٧/ ٢٦٢]، بعد أن ذكر رواية عمر عن التيمي: "ورواه معتمر ويزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أنس عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمه، وهو أشبه" وهو كما قال؛ ثم جاء معاذ بن خالد المروزى ورواه عن حماد بن سلمة فقال: عن سليمان التيمي عن ثابت البنانى عن أنس به ... ، فأدخل واسطة بين سليمان وأنس. هكذا أخرجه النسائي [١٦٣١]، ومعاذ هذا صدوق مشهور؛ لكن خالفه "الثقات" الأثبات من أصحاب حماد، فرووه عنه فقالوا: عن سليمان التيمي وثابت البناني كلاهما عن أنس به ... هكذا أخرجه مسلم والنسائي وأحمد وجماعة كثيرة - مضى أكثرهم - وهذا هو المحفوظ =