للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وابن عساكر والنسائي؛ وسياقهم هكذا: (عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أتيت - وفي رواية هداب: مررت - على موسى ليلة أسرى بى عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره) لفط مسلم.
وهذا الوجه محفوظ أيضًا عن سليمان التيمي، فالظاهر أن أنسًا لم يسمع هذا الحديث من النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما سمعه بواسطة بعض أو رجل - من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه به ... كما مضى في الوجه الأول.
وإبهام الصحابى لا يضر عند المحققين؛ نعم: قد رواه عمر بن حبيب البصرى عن سليمان التيمي، وفسر المبهم فيه بأبى هريرة، فقال: ثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك عن أبي هريرة مرفوعًا (مررت على موسى - عليه السلام - وهو يصلي في قبره).
هكذا أخرجه تمام في "فوائده" [رقم ٤٩]، والسهمى في "تاريخه" [ص ٢٧٣]، وابن عدي في "الكامل" [٥/ ٣٨]، وابن منده في "فوائده" [ص ٧٤]، والدارقطنى في "الأفراد" [رقم/ ٤٩٧٧ أطرافه]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" [١/ ٣٤٩]، وغيرهم من طرق عن عمر ابن حبيب البصرى عن سليمان به ...
قال الدارقطني: "تفرد به عمرو بن حبيب عن سليمان التيمي عن أنس عنه - يعنى عن أبي هريرة" وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لم يقل فيه: "عن أنس عن أبي هريرة" غير عمر بن حبيب عن التيمي".
قلتُ: وعمر هذا قد ضعفوه، ومشاه بعضهم، غير أنه إلى الضعف أقرب؛ ورواية الجماعة عن التيمي عن أنس عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هكذا على الإبهام هي الأصح؛ وقد قال الدارقطني في "علله" [٧/ ٢٦٢]، بعد أن ذكر رواية عمر عن التيمي: "ورواه معتمر ويزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أنس عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمه، وهو أشبه" وهو كما قال؛ ثم جاء معاذ بن خالد المروزى ورواه عن حماد بن سلمة فقال: عن سليمان التيمي عن ثابت البنانى عن أنس به ... ، فأدخل واسطة بين سليمان وأنس.
هكذا أخرجه النسائي [١٦٣١]، ومعاذ هذا صدوق مشهور؛ لكن خالفه "الثقات" الأثبات من أصحاب حماد، فرووه عنه فقالوا: عن سليمان التيمي وثابت البناني كلاهما عن أنس به ...
هكذا أخرجه مسلم والنسائي وأحمد وجماعة كثيرة - مضى أكثرهم - وهذا هو المحفوظ =

<<  <  ج: ص:  >  >>